بدون عنوان

فخري صالح

استضاف السيمنار الأسبوعي الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الناقد والمترجم الأردني فخري صالح، مدير النشر العربي في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في قطر، يوم الأربعاء 19 تشرين الأول / أكتوبر، وقدم محاضرةً بعنوان "كراهية الإسلام: كيف يصوّر الاستشراق الجديد العربَ والمسلمين؟".

تمثّل المحاضرة عرضًا لأفكار كتابٍ للمؤلف سيصدر قريبًا بالعنوان نفسه. تناول المحاضر كيف يقدّم الخطاب الغربي الإسلام، من خلال ثلاثة نماذج تتمثّل بما كتبه عن العالم الإسلامي وخطر المسلمين وديانتهم على الغرب، كلٌ من المستشرق البريطاني - الأميركي  برنارد لويس، والباحث الأميركي في العلوم السياسية صمويل هنتنغتون، وفيديار سوراجبراساد نيبول الذي أحرز جائزة نوبل للآداب عام 2001.

رأى المحاضر أنّ صورة الإسلام في كتابات هؤلاء هي جزء من مسعى إستراتيجي لبناء عدوٍّ جديد للغرب. وهي صورة نمطية نتجت من الرؤى الاستشراقية القديمة نفسها عن الشرق المتخلف، غير العقلاني، العنيف، المستبدّ الذي يَعُمّه الطغيان، الأدنى منزلةً من الغرب العقلاني، المتحضر، الديمقراطي، المتمسك بحقوق الإنسان.

ولاحظ المحاضر أنّ المستشرقين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، يقيمون دعاواهم ويبنون أحكامهم على الشرق من خلال قراءة آثار هذا الشرق المعرفية والعلمية واللغوية والأدبية، في حين أنّ الخبراء والدارسين من المهتمين بالمنطقة يستندون إلى معارف ثانوية يستقونها من مصادر إعلامية، أو وصفٍ تبسيطي تغلب فيه الأهداف الأيديولوجية على المعرفة العلمية والموضوعية، لأنّ المطلوب - بحسب رأي المحاضر - هو أن تقود "المعرفة" التي يجري تعميمُها إلى صناعة القرار وتشكيل صورة العدوّ وبناء تحالفات دولية للحرب على الإرهاب، ليخلص المحاضر إلى أنّ "الاستشراق الجديد" يقطع مع الاستشراق القديم بتركيزه على بناء تصورات أيديولوجية حول الإسلام والمسلمين، من دون أن يسعى إلى تقديم معرفة نظرية وتطبيقية حقيقية؛ ذلك أنّ جوهر ما يفعله هذا الفرع الجديد من الاستشراق المتحوّل في ثنايا دراسات الاهتمامات الإستراتيجية لـ"الإمبريالية الأميركية العولمية المتوحشة"، هو إعادة تمثيل الإسلام والمسلمين بصورة تخدم الغايات الإمبراطورية للقوة الأميركية التي تسعى إلى الإبقاء على سيطرتها بوصفها قطبًا عالميًا وحيدًا وأوحد. وهذا ما يمكن أن يفسر دور كلٍ من هنتنغتون ولويس في صناعة السياسة الأميركية خلال ربع القرن الأخير.

وعقَّب على المحاضرة الدكتور عيد محمد، أستاذ برنامج الأدب المقارن في معهد الدوحة للدراسات العليا. ثم تلا ذلك نقاشٌ عام شارك فيه الحاضرون.