أضاف المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات إلى قائمة إصداراته من الكتب المطبوعة كتابين جديدين. يقدم الكتاب الأول قراءة في الثورة اليمنيّة وتحليلًا لها بأقلام باحثين متخصصين ومن أبناء اليمن. أما الكتاب الثاني، فيضيف مساهمة قيّمة إلى مجال شحَّت الكتابات فيه، إذ يتناول إمكانيات تنمية الصحراء في الوطن العربيّ، وبصفة خاصة عبر تطوير السياحة الصحراوية.
الثورة اليمنية: الخلفية والآفاق
أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتابًا عنوانه "الثورة اليمنية: الخلفية والآفاق" (494 صفحة من القطع الكبير). وهذا الكتاب شوط جديد في سلسلة الكتب التي تناولت بالدرس الثورات العربية الراهنة مثل "الثورة التونسية المجيدة" (عزمي بشارة)، "الثورة المصرية" (مجموعة مؤلفين)، "الثورة والقابلية للثورة" (عزمي بشارة)، "المجال العام الافتراضي في الثورة السورية" (حمزة المصطفى)، "الانفجار العربي الكبير" (مجموعة من المؤلفين). ويأتي كتاب "الثورة اليمنية" ليقدم للقارئ العربي معلومات وتحليلات غنية تساعد في دراسة المجتمعات العربية دراسة علمية معمقة من شأنها الإسهام في بلورة أفكار ونظريات عن بناء الدولة الحديثة بعد سقوط نظم الاستبداد.
حرر هذا الكتاب وساهم فيه فؤاد عبد الجليل الصلاحي، وشارك في كتابة أبحاثه أحد عشر باحثًا هم: قادري حيدر، عبد السلام المحطوري، عبد الباري الطاهر، عيدروس النقيب، فضل الربيعي، عبد الله العاضي، علي الوافي، محمد الأفندي، عبد الكريم غانم، يحيى الريوي، ماجد المذحجي. وقد تناولوا الثورة اليمنية بمقدماتها ومجرياتها ومقاصدها، ودرسوا مسألة نشوء الدولة في اليمن، والتفاعلات الإقليميّة والدوليّة تاريخيًّا، والمجتمع المدني اليمني ودوره في الثورة، والتحديات التي تواجه الثورة، والحراك الجنوبيّ ومخاطره، والاقتصاد اليمنيّ، والقبيلة اليمنيّة وموقعها في التغيير السياسيّ، والشباب ووسائل التواصل الاجتماعيّ. وتقدم هذه البحوث تحليلًا موضوعيًّا لمسارات الثورة اليمنية وآفاقها استنادًا إلى المعرفة النقديّة لمكونات المجتمع اليمني السياسيّة والقبليّة والبشريّة.
خليف غرايبة: السياحة الصحراوية: تنمية الصحراء في الوطن العربي
عنوان الكتاب الجديد الثاني الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" هو: "السياحة الصحراوية: تنمية الصحراء في الوطن العربي" (304 صفحات من القطع الكبير)، للباحث الأردنيّ خليف مصطفى غرايبة.
وهذا الكتاب فريد في بابه، فقلما تحدث السياسيّون أو الخبراء عن تنمية الصحراء، أو عن عناصر الجذب السياحيّ للصحاري العربيّة. وعلاوة على أنّه دعوة إلى إعمار الصحاري العربية التي تحتل 90 في المئة من الأراضي العربية، فإنّ هذا الكتاب يعرض بالتفصيل لمقومات الجذب السياحيّ، وأنماط السياحة في هذه الأمكنة التي من شأنها أن تساهم في عملية التكامل بين الأقطار العربية، وفي عملية رفع مستوى الدخل القومي، وهو ما يتيح مجالًا واسعًا للاستثمار والتنمية. ولهذا الغرض، درس الكاتب الصحاري العربيّة التي تمتاز - على الرغم من جفافها الظاهري - بوجود تنوّع بيولوجيّ هائل يتمثل في النباتات والحيوانات المتكيفة مع هذه البيئة، فضلًا عن إمكان تهيئة المكان كي يكون موئلًا لطالبي الهدوء، وميدانًا لمراقبة الحياة الصحراوية أو لتنظيم سباقات الصحراء والتزلج على الرمال،...الخ. واستخدم الكاتب لهذه الغاية عشرين خريطة وإحدى وعشرين صورة. ويُعد هذا الكتاب مرجعًا في اختصاصه، وهو يندرج في سياق البحوث العلميّة الجادة التي تتناول التنمية والسكان والتخطيط الحضري في إطار الجغرافيا الطبيعيّة.