بدون عنوان

صدر العدد الحادي والخمسون من دورية "تبين" للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا. ضم العدد مجموعة متنوعة من الدراسات الفكرية التي تتناول موضوعات فلسفية قانونية معاصرة وقضايا نقدية.

ركزت دراسة سماعين جلة على العلاقة بين القانون والدولة والأمن السيبراني، حيث ناقشت التحولات التي تطرأ على مفهوم الأمن في ظل الصراع بين الحرية والسيادة، مع تسليط الضوء على الانتقال من "دولة القانون" إلى "دولة الأمن" في سياق التحولات الرقمية. وشددت الدراسة على الحاجة إلى إطار قانوني يحمي القيم الديمقراطية دون المساس بالحريات الفردية.

أما في مجال الأخلاق البراغماتية، فقد تناولت دراسة محمد جديدي مقارنة بين أفكار جون ديوي وريتشارد رورتي، حيث جرى تحليل كيف شكّل كل منهما فهمه للأخلاق من زاوية براغماتية. واستعرضت الدراسة الإشكاليات المرتبطة بمحاولة بناء نظرية أخلاقية براغماتية تستجيب لتحديات العصر.

وفي موضوع التربية والأخلاقيات الكونية، ناقشت دراسة خديجة زتيلي مقترحات الفيلسوف إدغار موران لإصلاح التعليم، داعية إلى نظام تربوي يدعم أخلاقًا شاملة تحترم التنوع الثقافي والإنساني، بما يساهم في تجاوز الأزمات الأخلاقية العالمية.

كما تطرق العدد إلى مفهوم الوجدان من خلال منظور فلسفي، حيث تناولت دراسة خالد بنشانع تيمة الوجدان باعتباره عنصرًا أساسيًا في الكينونة البشرية، مستندة إلى فلسفة هايدغر ومفاهيم أكسيل هونيث حول "إتيقا الاعتراف". وربطت الدراسة بين الوجدان والعلاقات الأولية، مبينة أثر الوجدان في تجاوز مظاهر التشيؤ والاحتقار في المجتمعات المعاصرة.

وشمل العدد ترجمة دراسة مهمة لماتياس لمكيه بعنوان "ما الذي تعنيه حالة الاستثناء؟"، حيث جرى إلقاء الضوء على كيفية استغلال هذه الحالة لتعزيز السلطة وتعديل القوانين والدساتير. وحذرت الدراسة من مخاطر تطبيع حالة الاستثناء باعتبارها تهديدًا للديمقراطية، داعية إلى تحليل الخطاب السياسي لفهم التداعيات الحقيقية لهذه الحالات.

وفي باب مراجعات الكتب، قدم العدد قراءات نقدية لكتب تناولت موضوعات الهوية، والزمن، ومعنى الحياة، حيث قُدمت رؤى تحليلية تلقي الضوء على الأفكار الرئيسة لهذه الأعمال وتضعها في سياق نقدي. كما شمل العدد عروضًا لكتب صدرت حديثًا عن المركز العربي، متناولة موضوعات فلسفية متنوعة تسهم في تعميق الفهم الفكري للقضايا الراهنة.

ويُظهر العدد تنوعًا في مواضيعه شملت التحليل الفلسفي والنقدي العميق من جهة، والانفتاح على القضايا الواقعية التي تواجه المجتمعات المعاصرة من جهة أخرى؛ ما يجعله إضافة نوعية إلى المشهد الفكري العربي.


** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.