بدون عنوان

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد التاسع (كانون الأول/ ديسمبر 2021 – كانون الثاني/ يناير 2022) من دورية "المنتقى" باللغة الإنكليزية، الذي اشتمل على مجموعة من الدراسات المتنوعة التي أصدرها المركز وانتُقيت للترجمة والنشر بعناية، تتعلق بالمجالس التشريعية والسياسات الاجتماعية وحركة حماس والرق والعشوائيات، إضافة إلى تحليل لنتائج المؤشّر العربي ومراجعتَي كتابين.

استُهِلّ العدد بدراسة لعبد الرحمن الإبراهيم، بعنوان "أغفلتهم المصادر وأنصفتهم المحاضر: القُوى المرَجِّحة في الكويت خلال حراك مجلس 1938"، تُعيد قراءة الأحداث المحيطة بمجلس عام 1938 في الكويت، والذي دُرس في الأدبيات وصفيًا وليس تحليليًا، ومن منظور اقتصادي، مع تركيز على الصراع بين الشيوخ والتجار على وجه الخصوص. وقد تجاهلت هذه الأدبيات المفهوم الجديد الذي تناقشه الدراسة باسم "القوى المرجِّحة" ودورها في إنشاء المجالس التشريعية في عامي 1938 و1939، إضافة إلى دور "القوى المرجِّحة" الأخرى في إنشاء هذه المجالس وحلها في الفترة ذاتها في الكويت.

أمّا دراسة حامي حسان، "تحولات دولة الرعاية في الجزائر: السياسات الاجتماعية على مِحك أزمات الاقتصاد والتنمية"، فتكشف عن العلاقة بين تحولات الدولة الريعية الاجتماعية في الجزائر وإكراهات المسألة الاجتماعية، في سياق وضع اقتصاديّ متأزم، وتحاول فَهم السّياقات التاريخية والأيديولوجية التي ساهمت في ظهور الدولة الاجتماعية ورأسمالية الدولة، وكذلك تحولات السياسات الاجتماعية في ظل أزمات الاقتصاد وتعثّر مشروع التنمية، وهو ما سيُمكّن من معرفة راهن الدولة الاجتماعية ومآلاتها في سياق ميَّزته حالة الاحتجاج المعبّر عن احتقان اجتماعيّ متراكم.

في حين ميّزت دراسة هاني عواد، "فهم ’حماس‘: تأمّلات في ثلاثة مداخل نظرية مختلفة ومتشابكة"، بين ثلاثة مداخل نظرية مختلفة ومتشابكة سائدة في كتابات الباحثين لفهم نشوء حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهي: أولًا، المدخل الأيديولوجي الذي يشدّد على أهمية الأبعاد الدولية والإقليمية وصعود الإسلام السياسي بعد نكسة عام 1967؛ ثانيًا، مدخل الحركة الاجتماعية الذي يسعى إلى إعادة النظر في السردية التاريخية للمجتمع الفلسطيني؛ ثالثًا، مدخل يَعدّ الحركة وريثةً لحركة التحرر الوطني الفلسطيني "فتح". وتُجادل الدراسة بأنه على الرغم من أن القراءات الثلاث لا تُناقض بعضها، فإنّ الاقتصار على واحدة منها يقود غالبًا إلى الإفراط في التبسيط أو المبالغة في التهويل.

وفي دراسة بعنوان "سوق العبيد: تجارة الرق في مغرب القرن التاسع عشر" لرحال بوبريك، تُبحَث مسألة تجارة العبيد السود المجلوبين من السودان الغربي إلى المغرب في القرن التاسع عشر، وتُعرض مشكلة المقاربة الكمية لظاهرة تجارة العبيد وما تطرحه من أسئلة منهجية. وتستعرض الدراسة أيضًا طرائق البيع في أسواق العبيد في المدن المغربية وتنظيمها الداخلي وآليات اشتغالها بوصفها مؤسسة تعكس واقع العبيد ومكانتهم، وتَمَثُّل فئة من المغاربة لهم. وتركز الدراسة على تجارة العبيد وليس العبودية.

ويختم قسم الدراسات بدراسة لنزار الصياد بعنوان "العمران التحتي وثقافة العشوائيات: دراسة نقدية"، تتناول العشوائيات السكنية، أو ما يسمّيه البعض "العمران التحتي"، في دول العالم الثالث النامية التي يُرجِع كثيرٌ من الباحثين نشأتها وتطورها‏ إلى الاقتصاد غير الرسمي وغير المنضبط ‏في دول الجنوب. وظهرت بعض النظريات في منتصف القرن العشرين تحاول تفسير هذه الظاهرة، ما أدى إلى اقتراحات وسياسات تحثّ السكان الفقراء على البناء الذاتي لمساكنهم. وفي ذلك، ‏تقدم الدراسة نقدًا لهذه الفكرة، وتحاول تقديم ‏مساهمة نظرية جديدة لفهم العمران التحتي، تُشدّد على مركزية العامل الثقافي.

وفي باب المؤشر العربي، تضمّن العدد تحليلًا أعدّته وحدة استطلاع الرأي العام في المركز العربي بعنوان "اتجاهات الرأي العام التونسي نحو التجربة الديمقراطية"، يهدف إلى عرض اتجاهات الرأي العام في تونس نحو التجربة الديمقراطية التونسية من خلال بيانات المؤشر العربي، بالتركيز على استطلاع 2019/2020 ومقارنته بالاستطلاعات السابقة. ويركز التحليل أيضًا على قياس ردة الفعل الشعبية على القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيّد في انقلابه على الدستور، وتعطيله آليات الحكم الديمقراطي لمصلحة السيطرة على الحكم. وتتساءل عن أسباب ترحيب التونسيين بقراراته، وهل يعني ذلك أنهم أداروا ظهورهم لتجربة الديمقراطية الفتيّة التي أسسوها قبل عشرة أعوام؟ وأخيرًا، يرصد التحليل مجموعة من دلالات اتجاهات الرأي العام العربي نحو مؤسسات الحكم، وجدّية الحكومة في العمل على حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تصاعدت حدّتها أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وفي باب مراجعات الكتب، اشتمل العدد على مراجعتَي كتابين، هما: "قطر: دراسة في السياسة الخارجية"، من تأليف زهير المخ، أعدّتها سنى الخطيب؛ و"الفلسطينيون في العالم: دراسة ديموغرافية" لمؤلّفيه يوسف كرباج وحلا نوفل، أعدّها مجد أبو عامر.

وتسعى "المنتقى" إلى مواصلة تعزيز مراكمة المعرفة في المنطقة للناطقين باللغتين العربية والإنكليزية.