بدون عنوان

الجلسة الرابعة
الجلسة الرابعة
أحمد صاري
أحمد صاري
فاطمة قشي
فاطمة قشي
عبد الفتاح ماضي مترئسا الجلسة الرابعة
عبد الفتاح ماضي مترئسا الجلسة الرابعة
الجلسة الخامسة
الجلسة الخامسة
مسعود ديلمي
مسعود ديلمي
خالد منه
خالد منه
أحمد بوسعيد
أحمد بوسعيد
مراد دياني مترئسا الجلسة الخامسة
مراد دياني مترئسا الجلسة الخامسة
الجلسة السادسة
الجلسة السادسة
عمر بوضربة
عمر بوضربة
عبد السلام كمون
عبد السلام كمون
كمال طيرشي مترئسا الجلسة السادسة
كمال طيرشي مترئسا الجلسة السادسة
الجلسة السابعة
الجلسة السابعة
محمد مزيان
محمد مزيان
عائشة البصري مترئسة الجلسة السابعة
عائشة البصري مترئسة الجلسة السابعة
حيدر سعيد، مدير البحوث في المركز العربي متحدثا في الجلسة الختامية للمؤتمر
حيدر سعيد، مدير البحوث في المركز العربي متحدثا في الجلسة الختامية للمؤتمر
نصر الدين سعيدوني متحدثا في الجلسة الختامية للمؤتمر
نصر الدين سعيدوني متحدثا في الجلسة الختامية للمؤتمر

اختتمت في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، اليوم الأحد 29 أيار/ مايو 2022، أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدراسات التاريخية، الذي ينظّمه المركز. وقد خُصّصت هذه الدورة لمناقشة موضوع "الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها". وكانت أعمال المؤتمر قد انطلقت يوم السبت 28 أيار/ مايو، وشارك فيها نحو سبعة عشر باحثًا وباحثةً، تناولت أوراقهم البحثية مواضيع عن الآفاق الفكرية للثورة الجزائرية، ومناحي الفاعلية المحلية للثورة واستحضار روايات الفاعلين فيها، إلى جانب موضوعات عن الاستقبال الإقليمي والدولي للثورة، في محيطها العربي والمغاربي، أو لدى المستعمر الفرنسي.

شهد اليوم الثاني من المؤتمر تقديم ثماني أوراق بحثية، توزعت على أربع جلسات. خُصصت الجلسة الأولى لموضوع "الثورة الجزائرية برواية فاعليها"، وقد ترأسها الباحث في المركز العربي عبد الفتاح ماضي. استهلت الجلسة فاطمة الزهراء قشي بتقديم ورقة بعنوان "عن منهجية تدوين شهادات الفاعلين المحليين في الثورة الجزائرية"، أبرزت فيها منزلة الشهادة الشفوية والتجربة الفردية في النضال والثورة في كتابة تاريخ هذه "الملحمة"، بطريقة تقربنا أكثر إلى الموضوعية في التناول. وفي هذا السياق، استحضرت بعض التجارب الرائدة والمختلفة منهجيًّا، مع التركيز على تلك التي حملت بصمة المؤرخ أو المؤرخة في اختيار منهجية تسجيل الشهادات وظروفها وشروطها المادية والمعنوية. وفي الموضوع نفسه، قدّم أحمد صاري، ورقته "الثورة الجزائرية ما بين القطيعة والتواصل: قراءة في شهادات ومذكرات بعض الفاعلين"، وقد تناول فيها الجدلية التي أفرزتها الثورة، وتتعلق بمفهومَي القطيعة والتواصل: أكان الانتقال إلى العمل المسلح في أول نوفمبر 1954 قطيعة مع الماضي، أي مع الأحزاب السياسية الفاعلة آنذاك، أم كان استمرارية لهذه الأحزاب، ولا سيما التيار الاستقلالي منها؟ وقد أشار الباحث إلى أن مفهوم القطيعة هذا كرسه الخطاب السياسي لما بعد الاستقلال، في حين يرى اتجاه آخر أن الثورة الجزائرية ليست منفصلة عما سبقها من جهود الحركة الوطنية، بل هي حلقة متصلة بها.

وخصّصت الجلسة الخامسة في المؤتمر، والثانية في اليوم الثاني، لموضوع "الثورة الجزائرية في الذاكرة الفرنسية"، وقد ترأّسها الباحث في المركز العربي مراد دياني، واستُهلت بورقة مسعود ديلمي عن "إشكالية التأريخ لحرب الجزائر وذاكرتها في فرنسا"، وتطرق فيها إلى موضوع الكتابة التاريخية والذاكرة الفرنسية عن حرب الجزائر بوصفها ظاهرة تفاعلية، فشرح سياقات مسارها الذي فرضته تناقضات المجتمع الفرنسي، وأهم توجهاتها، ومراحلها، وصداها وتأثيراتها في الإنتاج التاريخي العلمي.

بعده، قدّم خالد منّه ورقة له بعنوان "من الإنكار إلى ’الحادثة التي لا تُغتفَر‘: ضحايا تظاهرات 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961 في انتظار الاعتراف"، سلّط فيها الضوء على تظاهرات المهاجرين الجزائريين في فرنسا يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961، والقمع الذي سلط عليهم، وذهب ضحيته مئات القتلى، وركّز على تطوّر تعامل السلطات الفرنسية مع الواقعة عبر الزمن، من الإنكار التام إلى عدّها "حادثة لا تغتفر".

أما أحمد بو سعيد، فقدّم ورقة عنوانها "فرق المهاري الصحراوية: رهان فرنسي لتقويض الثورة الجزائرية"، خصصها لتناول موضوع مهم عن أشهر الوحدات العسكرية الصحراوية التي أنشأها الاستعمار الفرنسي بالصحراء الجزائرية، لمساعدته في التوغل إلى أعماقها، بعد فشل تلك المحاولات التوسعية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، على الرغم من تسخيره إمكانات هائلة للبعثات الاستكشافية.

أما الجلسة الثالثة من اليوم الثاني، فترأّسها الباحث في المركز العربي كمال طيرشي، وكانت مخصصة لموضوع "جوانب من الفاعلية المحلية للثورة الجزائرية". قدّم الورقة الأولى عبد السلام كمون، وكانت بعنوان "إشكالية الصراع بين السياسي والعسكري إبان الثورة الجزائرية"، ناقش فيها إشكالية داخلية مهمة مست الثورة الجزائرية، تتمثل في الصراع بين السياسي والعسكري. وقد حاول الباحث استعراض الكيفية التي عالج بها المؤرخون في الجزائر هذه الإشكالية، متسائلًا: أكانوا قد أولوا هذا الصراع اهتمامًا كبيرًا بوصفه صراعًا جوهريًا بين الطرفين أم حاولوا تجاهله والسكوت عنه؟ وإن كان الأمر كذلك، فما السبب؟

أما الباحث عمر بوضربة، فقدّم ورقة عنوانها "معركة التدويل: استراتيجية جبهة التحرير الوطني لتدويل المسألة الجزائرية في الأمم المتحدة (1954-1961)"، حاول فيها الإجابة عن الإشكالية الأساسية التالية: ما مفهوم التدويل لدى جبهة التحرير الوطني؟ وكيف استطاعت الجبهة أن تخترق كواليس الجمعية العامة وتسجل القضية الجزائرية في جدول أعمالها منذ عام 1956؟ وكيف تطور تعامل هذه الهيئة الدولية مع القضية؟ وكيف أثرت توصيات الجمعية في تطور الحل التفاوضي بين جبهة التحرير الجزائرية والحكومة الفرنسية؟

وخُصّصت الجلسة الأخيرة في المؤتمر لتناول موضوع "التلقي الأميركي للثورة الجزائرية"، وقد ترأّستها الباحثة في المركز العربي عائشة البصري، وقُدّمت فيها ورقة بحثية لمحمد مزيان وعنوانها "حرب التحرير الجزائرية في التقارير الدبلوماسية والكتابات الأكاديمية الأميركية: بين إشكالية الرؤية الموضوعية وتبرير المواقف"، وقد تناول فيها بالتحليل الموقف الأميركي من حرب التحرير الجزائرية، اعتمادًا على وثائق وزارة الخارجية الأميركية وعلى بعض الدراسات الأكاديمية الأميركية. وحاول استجلاء خصائص الرؤية الأميركية وقراراتها من مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة، تندرج ضمن مرحلة تصفية الاستعمار، كما تفاعل خلالها عدة أطراف مختلفة التصورات والأيديولوجيات والمصالح. ورأى الباحث أن هذه المرحلة قد شهدت تقاطبات عدة؛ ما فرض على الإدارة الأميركية أن تظهر بمظهر المعتدل الراعي للسلام؛ وهو الموقف الذي دفعها إلى التردد والتذبذب في اتخاذ المواقف وصفت باللعبة المزدوجة.