صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد السابع عشر (أيلول/ سبتمبر – تشرين الأول/ أكتوبر 2024) من الدورية العلمية المحكّمة "المنتقى: منظورات جديدة في الدراسات العربية" Al-Muntaqa، باللغة الإنكليزية. واشتمل على ست دراسات ومقالة تحليلية تستند إلى بيانات المؤشر العربي ومراجعة كتاب انتُقيت للترجمة من دوريات المركز العربي المختلفة.
استُهِلّ العدد بدراسة لجون كين عنوانها "تجميل الحرب: الاتصالات الرقمية، واللامبالاة العامة، والصحافة المتمردة، والمقاومة المدنية في عصر حروب الميتا". وفي هذه الدراسة يبيّن الباحث كيف أنّ حروب الميتا التدميرية الجديدة، التي من أهم سماتها "لعوبة" الحروب وتجميلها، تؤدّي إلى لامبالاة عامة وشعور بالانفصال العاطفي، ولكنها تُنتج، في الوقت نفسه، اتجاهًا مضادًّا يتميّز بظهور منصات إعلامية جديدة يكشف من خلالها صحافيّوها الواقع المرير لهذه الحروب رقميًّا.
وفي دراسة "هاتف طوارئ: حرب حزيران/ يونيو 1967 وآثارها في نابلس في مكاتبات حمدي كنعان وأكرم زعيتر"، يناقش بلال محمد شلش أثر حرب حزيران/ يونيو 1967 في مدينة نابلس. وتُبيّن هذه المكاتبات أنّ الحرب عطّلت وسائل الاتصال التقليدية خلال الشهور التالية للحرب، في حين أنها أتاحت ظهور شكلٍ بديل من الاتصال يقوم على العلاقات الشخصية.
ويبحث هاني موسى في دراسةٍ عنوانها "القبلية والجهوية وتعثّر بناء الدولة الحديثة في ليبيا" معوّقات استكمال بناء الدولة الحديثة في ليبيا، ولا سيما العاملَين الجهوي والقبلي، إذ أدّيَا إلى تعثّر ليبيا في تكوين الدولة الحديثة، وعدم اجتيازها المراحل الانتقالية الضرورية.
أمّا عبد الوهاب الأفندي، فيستكشف في دراسته "العلوم السياسية عربيًا"، أهمية تقصّي حالة العلوم السياسية في المؤسسات الأكاديمية العربية، استنادًا إلى ملاحظات من داخل الوطن العربي وخارجه، ويلاحظ وجود أزمة مركبة في مجال التدريس، وأن المعوّق الأكبر لانطلاقة التخصص يتمثل في غياب جماعة علمية عربية في المنطقة.
ويُقيِّم معتز الفجيري في دراسته "الميثاق العربي لحقوق الإنسان والمعايير الدولية لحقوق الإنسان: مقاربات اللجنة العربية لحقوق الإنسان وممارساتها"، تفسير لجنة حقوق الإنسان العربية للحقوق الواردة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان، ويستنتج أنّ هذه اللجنة لم تقدّم عملها باعتباره مناقضًا للمنظومة الدولية لحقوق الإنسان، بل بوصفه داعمًا ومكملًا لها.
ويُختتم قسم الدراسات بدراسة لفرح العريضي عنوانها "فضاءات النص الأدبي: قراءة مكانية في رواية ’كان غدًا‘ لهلال شومان"، تُركّز على المكان بوصفه عنصرًا سرديًّا أساسيًّا في كشف النص الروائي وفهمه، وتَعدُّه مساحةً تأويليةً مفتوحةً، وتقاربه بوصفه خريطة طريق نقدية تسعى لإنتاج المعرفة والمعنى. وتستند الباحثة إلى العلائقية المبنية بين نصية المكان ومكانية النص، من خلال مقاربة نص شومان الروائي.
وتضمّن باب "المؤشر العربي"، تحليلًا أعدّه مجد أبو عامر عنوانه "فيمَ يفكر من يفكر في الهجرة؟ إجابات من المؤشر العربي (2011-2022)"، وقد تناول فيه بيانات ثمانية استطلاعات لـ "المؤشر العربي" في 14 بلدًا عربيًا، من خلال التركيز على اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية نحو الهجرة، وذلك عبر ثلاثة محاور رئيسة، هي: الرغبة في الهجرة، ودوافع التفكير في الهجرة، ووجهة الهجرة المفضلة.
واشتمل باب "مراجعات الكتب" على مراجعة لكتاب "القرن الأفريقي عمقًا استراتيجيًا خليجيًا" لمدوخ عجمي العتيبي، أعدّها خالد الخالدي.
** تجدون في موقع دورية "Almuntaqa" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.