بدون عنوان

مع تنامي حالة الغضب والإحباط التي تشهدها الساحة الفلسطينية، والتي عبّرت عن نفسها في الهبّة الشعبية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عاد إلى الواجهة السؤال عن ماهية الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته المشروعة في تقرير مصيره، والتخلص من الاحتلال، وإنشاء دولته المستقلة. وانطلاقًا من الحاجة إلى مناقشة الخيارات والتحديات التي يواجهها مجمل المشروع الوطني الفلسطيني في ظلّ أوضاع فلسطينية، وعربية، وإقليمية، ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد، يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يومي السبت 14 والأحد 15 تشرين الثاني / نوفمبر 2015، في فندق كمبنسكي مرسى ملاذ - اللؤلؤة قطر، ندوة أكاديمية للبحث في "مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني". وقد سبق للمركز أن عقد في كانون الأول / ديسمبر 2013، مؤتمرًا موسعًا خصّص للموضوع نفسه.

يشارك في هذه الندوة نخبة من الباحثين الفلسطينيين والعرب، يسعون إلى استكشاف سبل الخروج بالمشروع الوطني الفلسطيني من حالة انسداد الأفق التي يواجهها اليوم بعد فشل الرهان على عملية التسوية، في وقت غدَا فيه خيار المقاومة المسلحة حالة دفاع عن المجتمع والذات، ما ساهم في تحويله من إستراتيجية تحرير، أو إستراتيجية لتحقيق برنامج سياسي، إلى فعل دفاع عن النفس، أثبت فعاليته في الحروب الأخيرة، بالتوازي مع ظهور أشكال جديدة من المقاومة. وفيما تطرح الندوة سؤال مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذه المعطيات، فإنّها لا تكتفي بالنظر اليه من زاوية تعثّر مسيرة التسوية فحسب، وإنّما أيضًا بالنظر إلى تهميش الشتات الفلسطيني، وتعمّق الانفصال بين سلطتين.

وتشير الورقة المرجعية للندوة إلى السياق العربي والدولي الراهن الذي يزيد من صعوبة الخيارات القائمة أمام المشروع الوطني الفلسطيني؛ فالانقسام العربي والتشرذم والعجز وانصراف الاهتمام عن القضية الفلسطينية نحو صراعات أخرى في المنطقة، كلّ ذلك يترك تداعياته على القضية الفلسطينية، بخاصة مع انشغال الدول العربية – وهي التي طالما شكّلت حالة مركزية في الصراع مع إسرائيل - بصراعات أهلية فاقمتها أوضاع الاستبداد ومقاومة التحوّل الديمقراطي.