العنوان هنا
تقييم حالة 16 يناير ، 2012

الثّورة السوريّة في المعادلة الإيرانيّة-التركيّة: المأزق الحاليّ والسّيناريوهات المتوقّعة

الكلمات المفتاحية

علي حسين باكير

باحث في العلاقات الدولية ومهتم بالشؤون الاستراتيجية في منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية (USAK). يعمل على إعداد الدكتوراه في العلاقات الدولية حول موضوع "القوّة". حاصل على تمهيدي دكتوراه بدرجة ممتاز وهو الأول على الدفعة، ماجستير في العلوم السياسية بدرجة "ممتاز" مع توصية بنشر الرسالة وتداولها، ودبلوم في العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة بيروت العربية، وإجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية (الأول على الدفعة في مختلف الفروع). عمل باحثا ومحررًا في مجموعة الاقتصاد والأعمال (AIWA)، وهو باحث متعاون مع مركز الجزيرة للدراسات، وباحث مشارك في المجموعة الجيواستراتيجية للدراسات وله منشورات في عدد آخر من المراكز البحثيّة العربية المرموقة كمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ومركز الخليج للأبحاث، ومركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز سبأ للدراسات الاستراتيجية، ومركز المسبار للدراسات والبحوث، والمركز العربي للدراسات الإنسانية. شارك في تأليف عددٍ من الكتب، كما صدرت له عدّة مؤلفات منذ العام 2007 حول تركيا، إيران، الخليج العربي، والصين. له أكثر من 400 مقال وتقرير وبحث ودراسة منشورة في عدد من المراكز البحثية المرموقة في العالم العربي، و في نحو 40 صحيفة (أبرزها الحياة والنهار) و (مجلة الملك خالد العسكرية، آراء حول الخليج، مدارات استراتيجية، آفاق المستقبل، دراسات شرق أوسطية ) ودورية محكمة (أبرزها فصلية الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع اللبنانية، وتقرير البيان الاستراتيجي السنوي، السياسة الدولية). تمّ ترجمة عدد من تقاريره إلى اللغات اليابانية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والأردو ونشرها في بلدانها. كما استضافته عدة فضائيات كقناة anb الفضائية وقناة الجزيرة وقناة العالم وقناة المجد الفضائية وأوريانت والبي بي سي العربية والـ سي ا ن بي سي العربية، وشارك في عدد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات. يمكن متابعة بعض منشوراته على : www.alibakeer.maktoobblog.com

تمهيد

فاجأت الثّورة السّوريّة طهران وأنقرة، كما فاجأت المتابعين والمراقبين المعنيّين بالشّأن السوريّ، وفاجأت النّظام السوريّ قبل الجميع، إذ أكّد الرّئيس بشّار الأسد في مقابلةٍ مع صحيفة "وول ستريت جورنال" بتاريخ 31/01/2011 على الاستثناء السوريّ مقارنةً بالبلدان التي تحصل فيها ثورات، مبرّرًا عدم اندلاع انتفاضةٍ في سوريّة آنذاك بـ"قرب النّظام من النّاس وارتباطه الوثيق بمعتقداتهم"، مؤمنًا في الوقت نفسه بأنّ "ورقة الممانعة" ستوفّر حصانةً للنّظام، وأنّ ذلك كفيلٌ بتأمين الغطاء اللّازم له في الدّاخل السوريّ، وواثقًا من عدم حصول أيّ احتجاجاتٍ مستقبليّةٍ.

لقد وضعت الثّورة السوريّة كلًّا من إيران وتركيا في مفترق طرق، كاشفةً تناقض الأجندات الإقليميّة للطّرفين، مؤكّدةً ما كان يروّج له البعض بأنّ وجود حلفٍ يضمّ إيران وسوريّة وتركيا وحزب الله في جبهةٍ واحدةٍ ما هو إلّا محاولة لاحتواء الصّعود التركيّ آنذاك ضمن المحور الإيرانيّ في المنطقة العربيّة، ولمنع الاستفادة من دور تركيا في الحدّ من النّفوذ الإيرانيّ، أو الاستعلاء الإسرائيليّ.

وتشير تطوّرات الأحداث إلى أنّ مثل هذا الطّرح لم يكن سوى "وهم"، وأنّ مثل هذه الرّؤية سرعان ما انتهت تمامًا مع اندلاع الثّورة السوريّة التي وضعت كلًّا من إيران وتركيا على طرفي نقيضٍ ورفع حدّة التوتّر في العلاقة بين الطّرفين، ويهدّد هذا المسار بإمكانيّة الصّدام بينهما استنادًا إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في سوريّة، ومايُحتمل أن يكون عليه مصير النّظام السوريّ، الأمر الذي قد يكون على حساب أحد الطّرفين في حال انهيار النّظام أو بقائه.