العنوان هنا
تحليل سياسات 06 نوفمبر ، 2014

خلفيات التباين الأميركي - التركي في سورية

الكلمات المفتاحية

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدمة


لا يمثل التجاذب الأميركي - التركي الأخير حول الوضع الميداني في مدينة عين العرب، الواقعة شمالي سورية على الحدود مع تركيا، وكيفية التعاطي معه، سوى رأس جبل الجليد فحسب في مسلسل الخلافات الأميركية - التركية المتصاعدة في السنوات الأخيرة حول عددٍ من القضايا الإقليمية والمحلية. فلم يعد سرًا تباين مواقف الطرفين من الثورات العربية والانقلاب عليها.

كما أنّ واشنطن مستاءة من التدهور الحاصل في العلاقات التركية - الإسرائيلية، ومن انفتاح أنقرة على بعض القوى الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو ما انعكس مؤخرًا في تصعيد بعض أعضاء الكونغرس ضد تركيا، والذي ترافق مع تصعيدٍ إعلامي موازٍ وبروز دعوات إلى إعادة النظر في وضعها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بل حتى "طردها" منه، خصوصًا في ضوء ما يزعمه خصوم تركيا من الأميركيين، من نزعة "سلطوية" و"إسلامية متشددة" لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتعد تلميحات أردوغان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي - عندما كان رئيسًا للوزراء - لدور أميركي محتمل في الحملة الأمنية التي شنتها جهات في الشرطة التركية على مقربين منه بتهم الفساد، ثم تهديده بطرد السفير الأميركي من أنقرة، دليلًا على التوتر المتصاعد في العلاقات بين الطرفين.

ومع اشتداد المعارك في عين العرب، المدينة ذات الأغلبية الكردية السورية، تضاعفت حدة الخلافات الأميركية - التركية حول أولويات البلدين في الحرب الدولية التي أعلنتها الإدارة الأميركية في أيلول/ سبتمبر الماضي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".  فهذه المدينة تتعرض  إلى هجومٍ عنيفٍ من قبل "داعش"؛ ما اضطر أغلبية سكانها إلى النزوح إلى تركيا، فيما بقي في المدينة بضع مئات من مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية المحسوبين على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والذين يكافحون، بدعم من غارات جوية أميركية، للتصدي لتقدم "داعش". غير أنّ عجز الغارات الجوية وحدها عن صد "داعش" واحتمال سقوط المدينة بأيدي مقاتليه (مع تراجع هذا الاحتمال الآن)، إن لم يكن هناك تغيير في المعطيات على الأرض، دفع بالعلاقات الأميركية - التركية إلى مستوى جديدٍ من التوتر. فالولايات المتحدة تريد من تركيا دعم مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي، في حين ترى تركيا أنه حزب إرهابي بسبب صلاته بحزب العمال الكردستاني التركي الذي خاض صراعا دمويًا لعقود ضدها بهدف الانفصال. وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية.