العنوان هنا
تقييم حالة 07 يناير ، 2018

اليمن ما بعد صالح: هل تتغير إستراتيجيات الحرب وتحالفاتها؟

الكلمات المفتاحية

عبد الباقي شمسان

أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، حاصل على دكتوراه في علم الاجتماع السياسي. نشر العديد من الكتب، من بينها اللامركزية الإقليمية، الفساد واقتناص الدولة، حرية تكوين الجمعيات في الجمهورية اليمنية، دور البرلمان في الإصلاحات الديمقراطية، تقييم برامج الإصلاح الديمقراطي في الوطن العربي.

مقدمة

أثارت تصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي حلفائه الحوثيين، في بداية كانون الأول/ ديسمبر 2017، توقعات لدى المختصين والمهتمين بالشأن اليمني بحدوث تحول كلي أو جزئي في مستويين:

يتمثّل أولهما بإعادة تموضع الجماعات المتصارعة في تكتلات أو تحالفات جديدة، خاصة بعد اللقاء الذي جمع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح (المصنف إخوانيًا)، ودعوتهما إياه إلى التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لمواجهة الخصم المشترك (الجماعة الحوثية).

أما ثانيهما، فيتمثّل بتعديل إستراتيجية دول التحالف العربي بما يسرّع تحقيق الأهداف المعلنة لتدخّلها في اليمن، وذلك استباقًا لاستيعابٍ كلي أو جزئي لمنظومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح السياسية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والتجارية والقَبلية في المجال الحوثي العقائدي أو البراغماتي، إذا استمر انعدام البديل الوطني الملائم. وإن حدث ذلك، فإن الجماعة الحوثية تكون قد ورثت مقدّرات الدولة المؤسساتية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والمالية، علاوة على السلاح بمختلف أنواعه. وبما أن  نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح اعتمد نظامًا مركزيًا، احتكر فيه صناعة القرار والنفوذ والمناصب العليا والمتوسطة، ومناطق تجنيد النخب العسكرية والأفراد في العاصمة صنعاء وامتدادها القَبلي والعقائدي في مناطق شمال الشمال اليمني، وبما أن الحوثيين سلطة واقعية، فإن إضعافهم أو الانتصار عليهم يتطلب تكاليف عسكرية وسياسية وأخلاقية وإنسانية ومجتمعية كبيرة، إن نجحوا في استيعاب منظومة السلطة التي بناها الرئيس السابق.

تحاول هذه الورقة تفحص مدى دقة هذه التوقعات بخصوص إمكانية إعادة بناء التحالفات على الساحة اليمنية وتغيير إستراتيجية التحالف، بما يقطع الطريق على الحوثيين في الاستيلاء كليًا على منظومة الدولة، وتكريس حكمهم لها بعد تصفية الرئيس السابق. وتخلص إلى أن إستراتيجية دول التحالف العربي لم تتغير، سواء تجاه مسعى ترتيب الجغرافيا اليمنية إلى ثنائية وطنية "شمال – جنوب"، أو تجاه مواقفها من الجماعات المتصارعة، حتى بعد طلبها من قيادة التجمع اليمني للإصلاح التحالف مع المؤتمر الشعبي العام جناح صالح. وبناءً عليه، فإن تلك الإستراتيجية ما زالت تعمل على:

  • إضعاف السلطة الشرعية، وإبقائها خارج الجغرافيا الوطنية.
  • إعادة تقسيم الجغرافيا اليمنية إلى ثنائية وطنية "شمال – جنوب".
  • استهداف التجمع اليمني للإصلاح، واستنزافه.
  • إضعاف الحياة الحزبية والمدنية لمصلحة كيانات سياسية وعسكرية وأمنية ومجتمعية تقليدية موالية لها.
  • الحفاظ على المنظومة التي بناها الرئيس السابق علي عبد الله صالح في إطار إستراتيجية الثورة المضادة لثورات "الربيع العربي".