العنوان هنا
تحليل سياسات 30 أبريل ، 2012

هجليج: صراعٌ من أجل الموارد، أم من أجل بناء سودان جديد؟

الكلمات المفتاحية

النور حمد | عبدالله البشير

د.النور حمد: حاصل على دكتوراه التربية في التربية الفنّية من جامعة إلينوي، الولايات المتحدة الأميركية. وعمل أستاذا في كلية التربية الفنية في جامعات شرق واشنطن، ومانسفيلد بالولايات المتّحدة. وهو كاتب، وفنّان تشكيليّ، وباحث، وناشط مجتمع مدنيّ. || أ.عبدالله البشير: عبد الله الفكي البشير باحث مهتم بشؤون السودان والقرن الأفريقي والمنطقة العربية. نال درجتي الماجستير والباكالوريوس (مرتبة الشرف) من كلية الآداب ، جامعة الخرطوم. السودان، ويعد حاليا أطروحة الدكتوراه فيها. يعمل منذ 1999 بوزارة الخارجية القطرية. عمل سابقا باحثا متدربا مع البروفسور يوسف فضل حسن، بجامعة الخرطوم. نشر بعض الأوراق العلمية والعديد من المقالات الصحفية التي تتناول برؤية نقدية شؤون الفكر والثقافة والإرث السياسي السوداني. كتب تقديما (50 صفحة) لكتاب: مهارب المبدعين : قراءة في النصوص والسير السودانية، للدكتور النور حمد، المنشور عام في 2010. يعد حاليا كتابا بعنوان: محمود محمد طه والمثقفون السودانيون. قراءة في المواقف وصنوف العمد في تزوير التاريخ.

مدخل

إنّ طبيعة الصّراعات الدّائرة في السّودان لا تنفصل عن طبيعة الصّراعات في أفريقيا بصورةٍ عامّة، وفي دول القرن الأفريقي بصفة خاصّة. وتتجلّى هنا عدّة عوامل مشتركة، منها: غياب الدّيمقراطية، والإخفاق في إدارة التّنوّع الثّقافيّ، وتراكمُ المظالم نتيجة اللّاتوازن في التّنمية بين الأقاليم المختلفة داخل الدّولة. ولقد أدّى هذا الواقع إلى توفّر الشّروط المُعينة على الصّعود السّريع للإثنيّات. يضاف إلى ذلك تمكّنُ الثّقافة الاستعماريّة من عقول القيادات والسّاسة، ومطامع القوى الدّوليّة المستمرّة والمتوسّعة، وأزمة القيادات وتدنّي سقوفها المعرفية، ثمّ التّعويل والمراهنة على الحسّ الدّيني بدلًا عن الحسّ الوطنيّ. وقد مثَّل احتلال منطقة هجليج السّودانية -الّتي تضمّ منشأة نفطيّة تنتج ما يقارب نصف كمّية النّفط المنتجة في السّودان بعد انفصال الجنوب- تطوّرًا غير مسبوق في العلاقة المتوتّرة بين البلدين الجارين. وظلّت الحكومتان في جمهوريّة السّودان وجمهوريّة جنوب السّودان تمارسان مع بعضهما سياسة ليّ الذّراع، ممّا قاد الأمور إلى هذه المرحلة الحرجة.