العنوان هنا
مراجعات 15 أكتوبر ، 2020

المدينة في العالم الإسلامي: من التقليد إلى التحديث

قراءة في كتاب "المدينة العربية والحداثة"

عبد الرحيم بنحادة

أستاذ التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، قطر.

عنوان الكتاب: المدينة العربية والحداثة. 

المؤلف: خالد زيادة. 

الناشر: رياض الريس للكتب والنشر. 

مكان النشر: بيروت. 

سنة النشر: 2019. 

عدد الصفحات: 255 صفحة.


صدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر سنة 2019 كتاب للدكتور خالد زيادة بعنوان المدينة العربية والحداثة. ويأتي هذا الكتاب ليعزز رصيدًا علميًا مهمًا للباحث خالد زيادة؛ فقد اهتم بقضايا التحديث والحداثة، منذ أن أصدر كتابه المخصص لتفسير أسباب التقدم الأوروبي، مرورًا باهتمامه بكتب الرحلات السفارية، التي تترجم الرغبة في التحديث في العالم الإسلامي، وصولًا إلى الأبحاث التي خصصها للمدينة العربية الإسلامية والنصوص المرتبطة بها. كما يأتي هذا الكتاب ليساهم في تحقيق تراكم معرفي عن المدينة في العالم الإسلامي في العصور الحديثة، ويندرج ضمن الأعمال التي خصصت للمدينة، سواء من الباحثين العرب أو الأجانب. كما أنه يعدّ أحد الأبحاث الرصينة التي راجعت العديد من الصور النمطية التي تشكلت عبر العصور عن المدينة العربية الإسلامية.

يتكون الكتاب من خمسة فصول: عالج الأول منها إشكاليات ومصطلح المدينة، وخصص الفصل الثاني للمدينة العثمانية، أما الثالث فيتعرض للأعيان في المدينة، ويتعلق الرابع بالتحديث، ويخصص الفصل الخامس للتاريخ والاجتماع والحداثة.

ولا بد في البداية من الإشارة إلى أن انشغال زيادة بالمدينة يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، فقد جمع مادة الكتاب لما كان يشتغل على أطروحته الأولى. ولم ينقطع هذا الاهتمام بالمدينة بالرغم من انصرافه إلى البحث في مواضيع أخرى. ومنذ بداية الكتاب يشير الباحث إلى مسألتين تؤطران هذا التأليف: تشير الأولى إلى أن المدينة المقصودة هي مدن شرق المتوسط. أما المسألة الثانية فتتعلق بالحيز الزمني الذي عالجه وهو القرنان السابع عشر والثامن عشر في زمن شكل فيه "التمدن الأوروبي تيارًا جارفًا" (ص 11). غير أنه يتجاوز الإطار الزمني الذي حدده في البداية، فنجده يقفز إلى القرن التاسع عشر، بل يتعقب تحديث المدن مثلًا في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى. كما أنه يتجاوز الحدود الجغرافية التي رسمها، ليطرح قضايا متعلقة بمدن خارج هذا الإطار، وإن كان ذلك على نحو محدود. ونعتقد أن هذا الخروج عن الإطار الزمني الذي رسمه لم يكن إلا للتوضيح وتأكيد بعض الظواهر التي يعتبرها الباحثون في كثير من الأحيان محلية.


*هذه المراجعة منشورة في العدد 12 من مجلة "أسطور" (تموز/ يوليو 2019)، وهي مجلة محكّمة للدراسات التاريخية المتخصصة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل ستة أشهر.

** تجدون في موقع دورية "أسطور" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.