العنوان هنا
دراسات 27 مارس ، 2013

هل تؤدي الثورة الديموغرافية إلى ثورة ديمقراطية؟ نموذجا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الكلمات المفتاحية

يبيّن هذا البحث أولًا كيف أن التحوّل الديمغرافي، بمعناه الأوسع[1]، لهوَ ظاهرة كونية، تشمل الآن العالم العربي (والعالم الإسلامي). إلّا أن القصد من هذه الورقة تجاوز الديموغرافية الوصفية ليشتمل على السياسة، وبخاصة في ما يتعلق بالانتفاضات العربية الجارية حالياً. إن هذا النوع من الربط بين التعليم والديموغرافيا والسياسة ليس اكتشافًا جديدًا، فقد أوجد المؤرخ البريطاني لورنس ستون (L. Stone) مؤخرًا صلة بين التعليم والثورة في مناخ آخر[2] في كتاب نشر[3]، بالمصادفة، بعد عام من ثورة أيار / مايو 1968. كان استنتاجه الأساسي فيه أن القلاقل السياسية تبدأ ما إن تبلغ نسبة المتعلمين في صفوف الشبّان 50 في المئة من إجمالي السكان.

 وعليه، فإن هذا الاتّجاه نحو زيادة التعليم كان ولا يزال ويبقى عاملًا من عوامل التمزّق الاجتماعي، بخاصة حين يكون الشباب هم الفئة الديموغرافية الطاغية في المجتمع، كما هي الحال من المغرب إلى عُمان. يناقش الجزء الثاني من البحث ظاهرة "النمو في أعداد الشباب"، ولكن هذا الاختلال لن يدوم إلى الأبد، فمن الممكن توقّع مستقبل أهدأ، وفقاً للمؤشرات الديموغرافية.

 فقد دخلت جميع هذه الدول اليوم في مرحلة من التقارب مع العالم المتقدم، وهو ما يعني أن "النمو في أعداد الشباب" سيبدأ بالانخفاض من دون أن يترافق ذلك مع ارتفاع كبير في نسبة المسنّين. تقدّم هذه الديموغرافيا الجديدة فرصًا هائلة للعالم العربي وللمنطقة، وبخاصة من الناحية الاقتصادية. وقد يكون الأثر الأساسي اقتصاديًا بامتياز، ولكنه سياسي بالتأكيد، يشمل الجزء الأخير من الورقة هذه التوقعات.


 *هذه الدراسة منشورة في العدد الثالث من دورية "عمران" (شتاء 2013، الصفحات 7 - 44)، وهي مجلة فصليّة محكّمة للعلوم الاجتماعية والإنسانيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.

 [1]
التحوّل الديموغرافي هو عبارة عن دورة تاريخية تتلخّص في ارتفاع نسبة الذكور القادرين على القراءة والكتابة، ومن ثم ارتفاع نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الإناث، وهو ما يؤدي إلى انخفاض نسبة الخصوبة بسبب استعمال وسائل منع الحمل وارتفاع سن الزواج.

[2] درس ستون الثورة التي أدت إلى إعدام الملك تشارلز الأول عام 1649، ولكن ستون لم يضمّن العوامل الديموغرافية في تحليله.

[3] Lawrence Stone, "Literacy and Education in England, 1640-1800", Past and Present, no. 42 (February 1969), p. 61-139.