ملخص
تعالج هذه الدراسة تأثير سقوط العراق في موازين القوى الإقليمية وفي مستقبل المنطقة، وترى أن القوة العراقية كانت حجر الزاوية في النظام الإقليمي الشرق أوسطي الذي ارتبط إلى حد بعيد بتحالفات وتوازنات الحرب الباردة. لكن نهاية الثنائية القطبية وهيمنة الولايات المتحدة على النظام الدولي بعد سقوط الشيوعية، ساهما في القضاء على حال التوازن الإقليمي التي كانت مطلبًا من متطلبات التنافس الأميركي - السوفياتي ومفرزًا أساسًا من مفرزاته. وقد أدى انهيار العراق إلى "انفلاش" النفوذ الإيراني وإدخال المنطقة في حالة من السيولة وعدم الاستقرار. لكن الدراسة تستنتج مع ذلك أن إيران فقدت مرة أخرى الفرصة لتشكيل المنطقة وفق رؤيتها على الرغم من تهيّؤ الظروف أمامها لفعل ذلك، فميل المنطقة إلى التوازن ومنع محاولات الهيمنة أحبطا محاولاتها الاستفادة من سقوط العراق لتحقيق حلم بناء قوة مهيمنة في عموم الإقليم، فما إن بدأت إيران ببسط نفوذها على العراق وملء الفراغ الناجم عن انسحاب الأميركيين منه، حتى اندلعت الثورة السورية، فهددت بتقويض مجمل المشروع الإيراني، لأن إيران تحولت من الهجوم إلى الدفاع عن مكتسبات اشتغلت عليها عقودًا طويلة.