/ACRPSAlbumAssetList/2023-daily-images/ben-ali-tunisia.jpg
مراجعات 01 فبراير ، 2024

مراجعة كتاب "نظام زين العابدين بن علي في تونس: القوة والتنازع في النظم السلطوية"

هيفاء سويلمي

​باحثة دكتوراه في قسم علم السياسة في جامعة أوريغون، الولايات المتحدة الأميركية

عنوان الكتاب: نظام زين العابدين بن علي في تونس: القوة والتنازع في النظم السلطوية.

عنوان الكتاب في لغته:Ben Ali’s Tunisia: Power and Contention in an Authoritarian Regime.

المؤلف: آن وولف Anne Wolf.

الناشر: أوكسفورد: مطبعة جامعة أكسفورد Oxford University Press.

سنة النشر: 2023.

عدد الصفحات: 272 صفحة.


لم يواكب العالم العربي، قبل عام 2011، موجات الدمقرطة التي اجتاحت بلدانًا مختلفة في أنحاء العالم؛ لذلك ركزت غالبية المؤلفات في حقل العلوم السياسية على أصول المرونة السلطويةAuthoritarian Resilience، لكن تغيّر الأمرُ عقبَ الثورة التونسية، ثم موجة الثورات في مصر والمغرب والجزائر وليبيا والبحرين، وإطاحة بعض النظم السلطوية كما في تونس ومصر، وواجه بعضها الآخر أزمة مصيرية جعلت شرعيتها على المحكّ؛ فاستلزمت إما إصلاحات لإرضاء الشعب كما في المغرب، وإما مزيدًا من حملات القمع كما في البحرين. وفي إثر ذلك كله، ألِّفت كتب ودراسات تبحث في ثورات "الربيع العربي"، وأسباب ركوب البلدان العربية قطار الدمقرطة، والسبب في ذلك، على الرغم من ضآلة الاحتمالات، وهي التي لطالما عُدّت منيعة أمام الديمقراطية. واستندت تلك المؤلّفات إلى التعبئة الجماهيرية، أو الحركات الاجتماعية، أو المتغيرات الاقتصادية، أو دور الجيوش.

ومن الكتب التي تناولت هذا الموضوع كتاب نظام زين العابدين بن علي في تونس: القوة والتنازع في النظم السلطوية للباحثة آن وولف. اعتمدت وولف على القوة التفسيرية التي تقدمها المقاربة المؤسساتية، ومفادها أن المؤسسات نفسها التي عُدَّت قبل فترة طويلة مصدر استمرارية وقوةٍ للنظم السلطوية، قد تكون مصدر زوالها. وبحثت أيضًا في أسباب انخراط أعضاء من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي في الاحتجاجات المناهضة للنظام، والتي أدت إلى نهاية حزبهم، محاولةً الكشف عن العناصر التي تؤثر في علاقة قادة الحزب السلطوي بحزبهم الحاكم، وتداعياتها على "الاستقرار والانهيار السلطويَين" (ص 4).


* هذه المراجعة منشورة في العدد 46 (خريف 2023) من دورية "عمران" وهي دورية فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.