ملخص:
تتناول هذه الدراسة السؤال التالي: كيف يمكن، من منظور القوة الناعمة والدبلوماسية الدفاعية، تأسيس شرعية للإعلام في حقل الدراسات الأمنية؟ وتركّز في سبيل ذلك على تحليل التجربتين التركية والأميركية في مجال الدراما، وعلاقتهما بالمؤسسات الدفاعية والأمنية في البلدين. وتخلص إلى أن اشتراك الإعلام والدبلوماسية الدفاعية في خصائص القوة الناعمة يقدّم إطارًا نظريًا مهمًا لاستثمار الإعلام في الدبلوماسية الدفاعية، بوصفه إحدى أدواتها القيّمة في بناء الصورة الذهنية والتأثير والإقناع. وتقدم التجربتان العديد من الأمثلة اللافتة على إمكانية تأثير الدراما في فاعلية الدبلوماسية الدفاعية للدول، إذا ما استخدمها صانعو السياسات الأمنية تحديدًا بطريقة ذكيّة. وفي هذا الصدد، استطاعت التجربة التركية أن تحقق تقدمًا سريعًا، يشير إلى مستوى حضور المؤسسات الأمنية وتوجهاته ببناء وعي سياسي موجّه، وترسيم زخم لمضاعفة حجم قوّتها العسكرية. أما الحالة الأميركية، فتزخر بالأدبيات، وكذا بالوثائق الحكومية عن حجم التدخل المباشر لأجهزة الدفاع في صناعة الدراما، حيث قطعت هوليوود شوطًا مبكرًا في السياسة، وبما يخدم ترسيخ الهيمنة الأميركية عالميًا.