عنوان الكتاب: فيروز والشتات العربي: الموسيقى والهوية في المملكة المتحدة وقطر.
عنوان الكتاب في لغته: Fairouz and the Arab Diaspora: Music and Identity in the UK and Qatar.
المؤلفة: ديما عيسى Dima Issa.
الناشر: لندن: أي بي توريس I.B. Tauris.
سنة النشر: 2023.
عدد الصفحات: 232.
مقدمة
يستهل راناجيت غُها مقالته "زمن المهاجر" بعبارة: "أن تنتمي إلى شتات [...]"، ومن بعدها تتحوّل المداخلة في المقالة إلى تأملٍ وتفكيرٍ حول مأزق وضعية الشتات التي يعيشها المهاجر؛ ذلك الانزياح من ماضٍ تركه خلفه بما هو فقدان، إلى حالةٍ شتاتية يستعصي الاندماج فيها وفك مغاليقها، ويتأكّد التساؤل حول إمكانية الانتماء إليها. في هذا السياق، تضيف ديما عيسى في كتابها فيروز والشتات العربي: الموسيقى والهوية في المملكة المتحدة وقطر مستويين جديدين بتعقيد لا تقل صعوبة الإمساك بهما عن صعوبة الإمساك بمفهوم الشتات: الموسيقى بوصفها تجربة فنية تنبني تجربة الاستماع إليها بصورةٍ متجدّدة في كل مرة، والهوية التي هي الأخرى في حالة حركة وإعادة تشكّل مستمرة. وبذلك، فإن هذه العناصر الثلاثة (الشتات، والموسيقى، والهوية) تتركب مع بعضها لتشكّل قوام الكتاب والمساهمة الثرية التي يقدمها، في مقاربته موسيقى المطربة اللبنانية فيروز (1934-) باعتبارها مادّةً تدخل في بناء الهويات الثقافية الفردية والجماعية لأفراد الشتات العربي. وذلك من خلال توظيف منهج كيفي استقصائي، اعتمدت المؤلفة فيه على إجراء مقابلات معمّقة مع تسع وخمسين من المشاركات والمشاركين في لندن والدوحة، في سبيل فهم حيوات هؤلاء الذين يستمعون إلى فيروز ويشعرون بالانتماء إليها، والتمثلات التي تنشأ لديهم عن هذه التجربة السماعية في مختلف مناحي معيشهم اليومي. بذلك، يقدّم الكتاب منظورًا مختلفًا عن الأدبيات السابقة التي تناولت فيروز وأغانيها، من خلال دراسة سيرتها الذاتية أو تحليل كلمات أغانيها، أو تحليل تجربتها عبر مناظير تاريخية أو فنية، أو باعتبارها رمزًا قوميًا لبنانيًا.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 53 (صيف 2025) من دورية "عمران" (الصفحات 161-167)وهي دورية فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا.
** تجدون في موقع دورية "عمران" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.