ما بعد الليبرالية: الترامبية وصعود القومية الاقتصادية
أوراق اقتصادية 06 فبراير ، 2025

ما بعد الليبرالية: الترامبية وصعود القومية الاقتصادية

حازم رحاحلة

باحث ومدير وحدة الدراسات الاقتصادية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة دارمشتات للتكنولوجيا في ألمانيا (2005). عمل مديرًا عامًّا في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في الأردن ونائبًا لرئيس مجلس الإدارة (2018-2022)، ومديرًا للسياسات والدراسات في هيئة المدن الاقتصادية في السعودية، وخبيرًا في وزارة الاقتصاد والتجارة في قطر، ومستشارًا اقتصاديًّا في الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية، ومستشارًا اقتصاديًّا لوزارة المالية ووزارة العمل في الأردن، وعمل أيضًا مستشارًا في مجال إصلاح أنظمة التأمينات الاجتماعية في البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية. له العديد من الدراسات الاقتصادية المتخصصة في مجال التأمينات والحماية الاجتماعية والسياسات العامة.

حارث حسن

باحث مشارك في المركز العربي، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، له العديد من الدراسات المنشورة في المجلات الأكاديمية. تتركز اهتماماته البحثية على قضايا الدولة وعلاقتها بالمجتمع والهوية

تثير الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صعيد العلاقات التجارية الخارجية، والخطاب المصاحب لها، تساؤلات حول إذا ما كانت العودة القوية للقومية الاقتصادية Economic Nationalism تمثّل نهايةً للمنتظم الليبرالي Liberal Order، الذي رعت الولايات المتحدة الأميركية تشكيله وتوسّعه بعد الحرب العالمية الثانية، متمحورًا حول فكرة السوق المفتوحة والتجارة الحرة، اقتصاديًا، التي جرى تعزيزها في إطار ما يُعرف بإجماع واشنطن وبروز النيوليبرالية منذ نهاية السبعينيات، وحول قيم السلام الليبرالي السياسية والخطاب الثقافي المصاحب لها. 

فإنْ كانت الترامبية تعبيرًا عن مرحلة انتقالية أو محاولة إعادة تموضع أميركية في مواجهة صعود الصين من جهة، والشعور بأن مؤسسات النظام العالمي التي دعمتها الولايات المتحدة في المرحلة السابقة صارت تشتغل بالضد من المصالح الأميركية، فإنّ حالةً من الفوضى وتخلخل التحالفات وإعادة الاصطفافات، وربما تبلور صراعات سياسية واقتصادية وعسكرية جديدة، ستنتج من السياسات القومية الاقتصادية والنزعة المركنتالية لإدارة ترامب.