نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤتمره السنوي السادس للدراسات التاريخية في بيروت يومي 26 و27 نيسان/أبريل 2019، تحت عنوان " الحكومة العربية في دمشق: 1918 – 1920". وشارك في المؤتمر ما يزيد على عشرين أكاديميًا وباحثًا في التاريخ من البلدان العربية ولبنان بأوراق بحثية محكّمة تميزت بمعالجاتها وإضافاتها البحثية الجديدة حول الموضوع.

استهل المؤتمر بمحاضرة علي محافظة (أكاديمي ومؤرخ أردني)، جاء فيها أن الحكومة العربية بدمشق هي "أول محاولة قومية عربية لإنشاء كيان سياسي عربي مستقل، ولاستعادة العرب دورهم في التاريخ بعد إبعادهم عنه مدة ألف سنة ونيف". لذا، اعتبرها المحاضر "تجربة فريدة في تاريخ العرب الحديث. فللمرة الأولى يلتقي ضباط عسكريون ومثقفون مدنيون من سورية الطبيعية والعراق والحجاز، وينشئون نواة دولة عربية، بعد إنشائهم قبلها بعامين نواة دولة عربية في مكة المكرمة تشمل أقطار آسيا العربية، وشاركت فيها شخصيات عسكرية ومدنية من الحجاز وبلاد الشام ومصر والعراق". لكن محافظة لاحظ في بحثه أن "النخب العربية افتقرت إلى الخبرة الإدارية في بناء الدولة الحديثة"، على الرغم من نجاحها في "تحديد أهدافها السياسية: وحدة أقطار آسيا العربية واستقلالها". أما قيادة الحركة العربية آنذاك "فلم تكن لديها المعرفة بأصول الدبلوماسية الحديثة والمعاهدات والاتفاقات الدولية"، بحسب محافظة الذي رأى أن هناك أيضًا "جهل" هذه النخب "بالتاريخ السياسي والدبلوماسي الأوروبي، وبتاريخ العلاقات بين الدول الأوروبية في العصور الحديثة، وبالحركة الصهيونية ونفوذها المتعاظم في الدول الأوروبية". وهذا ما ساهم في رأيه في "وقوعها (النخب) بسهولة في فخاخ الخداع الدبلوماسي البريطاني".

وشمل برنامج المؤتمر ست جلسات، ثلاث في اليوم الأول وبالمثل في اليوم الثاني، وناقشت الأوراق التي قدمها الباحثون والمؤرخون المشاركون عددا مهما من القضايا الشاملة وحتى الجزئية أيضا المتعلقة بالحكومة العربية في دمشق 1918-1920. فتناول بعض الباحثين الحكومة العربية من منظور نظرية الدولة وأسسها، فيما تحدث العديد من الباحثين عن ردود الفعل العربية والدولية على إعلان قيام الحكومة العربية، وكذا تعامل هذه الحكومة مع القوى والحركات الخارجية في المنطقة وخارجها.

ملخص أعمال اليوم الأول

ملخص أعمال اليوم الثاني