صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد الثامن عشر (كانون الثاني/ يناير – شباط/ فبراير 2025) من الدورية العلمية المحكّمة "المنتقى: منظورات جديدة في الدراسات العربية" Al-Muntaqa، باللغة الإنكليزية. وتضمّن ملفًا خاصًا عنوانه "طرق المياه: دراسات نقدية في التاريخ العربي والخليج"، اشتمل على تقديم للمحرّر الضيف إسماعيل ناشف، وأربع دراسات. وتضمّن دراسةً إضافية، ومقابلة، ومقالة تحليلية تستند إلى بيانات المؤشر العربي، ومراجعة كتاب انتُقيت للترجمة من دوريات المركز العربي المختلفة.

قدَّم المحرّر الضيف إسماعيل ناشف دراسات المياه بوصفها حقلًا متناميًا للبحث العلمي، وناقش المساهمات الأصيلة للدراسات المختارة للنشر من حيث إنّها تبحث المياه موقعًا ذا حمولة معرفية ونظرية ومنهجية. وتتّسم هذه الدراسات، كما جادل ناشف، بكونها نقدية وتبتعدُ عن الدراسات التقليدية التي تناولت الماء بنوعٍ من الفصل الحادّ بين علوم من تخصصات مختلفة. تحاول هذه الدراسات استكشاف مواقع الماء المعرفية في سياقاتٍ راهنة وتاريخية مختلفة، وتنفتح نقديًّا على إعادة التفكير في أحادية موقع اليابسة المعرفي نقطةَ انطلاقٍ أولى ووحيدة.

استُهِلّ العدد الخاص بدراسة لفهد أحمد بشارة عنوانها "الناسخ البحّار: منصور الخارجي وعوالم المحيط في الخليج". تستندُ إلى كتابات أحد نواخذة الكويت، منصور بن إبراهيم الخارجي (1879-1954)، عن الملاحة والمعاملات والجغرافيا السياسية التي عبَرها، والتي سلَّط الضوء فيها على طريقة عمل عالمٍ متحرك من المؤسسات والأفكار التي نشَّطَت التداول في جميع أنحاء منطقة الخليج والمحيط الهندي.

وفي دراسة "سنوات القحط: تحوّل اقتصادي مَنسي في تاريخ الخليج"، تناقش آمنة عبد الله صادق مرحلة تحوّل لافتة للانتباه في تاريخ التجارة في منطقة الخليج والمحيط الهندي، نتيجةً لامتداد الحرب العالمية الثانية إلى ممرات المحيط الهندي وموانئه حتى بداية خمسينيات القرن العشرين، حيث عانت دول المنطقة سياسات التقشف البريطانية، وكانت نقطة التحوّل من اقتصادات اللؤلؤ إلى اقتصادات النفط.

ويبحث فوزي الغويدي في دراسةٍ عنوانها "البحر مقابل الصحراء: رحمة بن جابر وجدلية القرصنة والنفوذ البحري" نفوذ الشيخ رحمة بن جابر في المجال البحري للخليج في أواخر القرن الثامن عشر، ونشاط شبكته البحرية حول ثلاثة مراكز على شواطئ الخليج، من دون أن يكون له مجال سياسي واضح على اليابسة، مقارنةً بشيوخ القبائل الآخرين المتمركزين على اليابسة. وتطرح الدراسة ملاءمة "المشيخة البحرية" مصطلحًا بديلًا من "القرصنة".

أمّا ياسمين قعدان، فتتناول في دراستها "ماءٌ مُتنجَم: تتبُّع الحياة في قرية فلسطينية مستعمَرة في زمن الأنثروبوسين"، الماء المُتنجَم لتتبَّع الممارسات التي تحقق استمرارية الحياة في القرية الفلسطينية، من خلال الاقتراب الحميمي من الممارسين، ومنهجية البطء، حيث يجري تفكيك عصر الأنثروبوسين الذي يشكّل تجلّيًا لزمن التسارع الذي يرتكز على تمفصل الحداثة/ الاستعمار/ الرأسمالية.

وتضمَّن العدد دراسةً إضافية بعنوان "الليطاني نهرًا جامعًا: نحو إعادة بناء فضلى في لبنان" لحسين عبد المنعم عميري، بحث فيها الأهمية الحيوية لنهر الليطاني في لبنان، والتحديات البيئية الناجمة عن التلوّث الشديد في النهر، حيث ساهمت الهشاشة السياسية، والاستجابة الحكومية غير الكافية، والنظام السياسي الطائفي، والحرب الأهلية، والفقر المدقع، في مفاقمة أزمة لبنان المائية.

واشتمل باب "مقابلات" على مقابلة مع كيت روحانا بعنوان ""’القدس يجب أن تكون للجميع‘: حوار مع كيت روحانا عن ’القدس: القصة الكاملة‘"، سلَّطت فيها روحانا، المديرة المؤسِّسة لموقع "القدس: القصة الكاملة"، الضوء على رسالة الموقع المتمثلة في تقديمِ أبحاث وتحليلات وتغطية معمقة للمجتمع الفلسطيني في القدس، وفي المزج بين البحث المتأني والسرد الصحافي والشخصي، مقدِّمًا سردًا شاملًا لواقع المدينة.

وتضمّن باب "المؤشر العربي"، تحليلًا أعدّه عادل معلال عنوانه "آثار وسائل التواصل الاجتماعي من الناحيتَين الاجتماعية والثقافية: قراءة في نتائج المؤشر العربي 2022"، يهدف إلى تحليل اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية نحو الآثار الاجتماعية والثقافية لوسائل التواصل الاجتماعي، استنادًا إلى نتائج الاستطلاع الثامن للمؤشر العربي الذي نفّذه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ميدانيًّا في 14 بلدًا عربيًّا عام 2022.

واشتمل باب "مراجعات الكتب" على مراجعة لكتاب "تاريخ البحر في تونس وذاكرته في الفترة الحديثة: بين المنطوق والمكتوب" للصغيرة بنحميدة، أعدّها هشام الشرفي.