مقدمة
انتهت جولة المفاوضات بين ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين) من جانب، وإيران من جانب آخر. وكانت التوقعات من تلك الجولة عالية، فإمّا اتفاق وإمّا انتهاء لمسار التفاوض. ارتبط سقف التوقعات المرتفع بجملة الاتصالات المباشرة بين واشنطن وطهران، سواء عبر الرسائل المتبادلة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، مرورًا بالمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي أوباما والرئيس الإيراني حجة الإسلام حسن روحاني، وانتهاءً بالاتصالات المباشرة بين وزارتي الخارجية الإيرانية والأميركية. ما تبين بعد حوالي عام من التفاوض أنّه لا اتفاق إلاّ على الحد الأدنى، وهو الاستمرار في التفاوض وتحديد موعد نهائي للتوصّل لاتفاق بين طهران والقوى الست، يكون مطلع صيف 2015.
تسعى هذه المقالة لفهم المسار التفاوضي في الملف النووي الإيراني خلال أكثر من عقد، وما تحقّق في الجولة الأخيرة التي أعقبت اتفاق جنيف الذي تمّ توقيعه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، كما تسعى الدراسة إلى تقيييم السيناريوهات المحتملة لعملية التفاوض في الأشهر السبعة الآتية.