العنوان هنا
تقييم حالة 19 أكتوبر ، 2015

مداخل المسألة الكردية ومخارجها في الجزيرة السوريّة

الكلمات المفتاحية

شمس الدين الكيلاني

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. صدر له عن المركز ثلاثة كتب وهي تحولات في مواقف النخب السورية من لبنان1920 –2011"، وكتاب "مفكرون عرب معاصرون: قراءة في تجربة بناء الدولة وحقوق الإنسان"، وآخرها كتاب "مدخل في الحياة السياسية السورية: من تأسيس الكيان إلى الثورة" في العام 2017. تتركز اهتماماته البحثية في قضايا علم الاجتماع السياسي وتاريخ سورية المعاصر.

ملخص

تحاول هذه الورقة استجلاء حقيقة الأخبار المتواترة التي تشير إلى "تجاوزات" حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وذراعه المسلحة المتمثلة بوحدات الحماية الشعبية (الكردية)، على جيرانه العرب في مدن الجزيرة السوريّة وقراها. وتفحص الوقائع، وما يقف وراءها من فاعلين، وعن تطلعاتهم ودوافعهم والعوامل المحيطة بهم التي يستمدون منها القوة، وتميط اللثام عن التعقيدات التي تركتها هذه الأحداث على المسألة الكردية، وعلى أسلوب تعامل السوريين معها، عربًا وكردًا. وما حملته هذه المشكلات في سياق الثورة من تنوّع في الإجابات والخطابات والتطلعات.

تبدأ الورقة بالإطلالة على المشهد الحدثي على مسرح الجزيرة السورية، بتنوّعها الهوياتي والعوامل الطارئة التي دفعت بعض الفاعلين فيها، وفي مقدمتهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي تأسّس في عام 2003، فرعًا من حزب العمال الكردستاني، في أعقاب توقيع اتفاق أضنة مع تركيا (1998) وطرد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من سورية. تحرّك على حدة امتنع عن الالتحام بأحزاب المعارضة الكردية التي شكّلت المجلس الوطني الكردي في تشرين الأول / أكتوبر 2011. ومنذ تموز / يوليو 2011، قام بدور محدود بوصفه عضوًا مؤسّسًا لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي؛ فقد كان يؤسس لـ"مجلس شعب غربي كردستان"، في 16 كانون الأول / ديسمبر 2011، وفي بناء جسمه العسكري "وحدات حماية الشعب" (الكردية) وشرطته (الأسايش) ليضع قبضته على الجزيرة السورية تحت غطاء "الإدارة الذاتية"، وحافظ في كلّ خطواته على تفاهم مع النظام. فعملت الورقة على التحرّي عن جدية الاتهامات الموجَّهة إليه وتأثيراتها في مستقبل سورية. وبما أنّ هذه المشاكل تمس بدلالاتها وأصولها المسألة القومية الكردية في سورية، فقد توقفت الورقة على الجذور الاجتماعية السياسية الفكرية المولّدة لهذه المشاكل، والعوامل المباشرة والعميقة، والقوى المؤثّرة الفاعلة على الأرض في هواجسها وتطلعاتها، والتي ساهمت في انفجار الوضع الاجتماعي في الجزيرة السوريّة بطريقة أرخت بظلالها على المخارج الممكنة لحلّ المسألة الكردية السورية في إطارها الديمقراطي. كما اهتمت الورقة بالإضاءة على المشاريع الفكرية - السياسية للأكراد والعرب، المشاريع القديمة والمستحدثة، واستشراف آفاق المسألة الكردية السوريّة.