باحثة في مديرية الشؤون الخارجية في مؤسسة سيتا SETA Foundation، ومحرّرة مساعدة في دورية Insight Turkey الصادرة عنها. حاصلة على الدكتوراه من جامعة يلدرم بايزيد في أنقرة، وركّزت في أطروحتها على تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، مع دراسة حالة التنافس الأميركي - الصيني خاصة. تُركّز اهتماماتها البحثية على حروب المسيّرات والذكاء الاصطناعي.
منذ عقود عدّة، أصبحت المركبات الجوية غير المأهولة Unmanned Aerial Vehicles UAVs؛ أي الطائرات المسيّرة من دون طيّار "المسيّرات" Drones، عنصرًا أساسيًّا لا غنى عنه في العمليات العسكرية. فبعد أن وضعت الحرب الباردة أوزارها، تبوّأت الولايات المتحدة الأميركية مركز الصدارة بمسيّراتها من طراز "إم كيو-1 بريديتور" MQ-1 Predator (القادرة على الطيران على ارتفاع متوسّـــط ولمدة طويلة)، وطراز "إم كيو-9 ريبر" MQ-9 Reaper(القادرة على الطيران على علوّ شاهق ولمدة طويلة)، تلتها إسرائيل في مجال تصنيع المسيّرات واستخدامها. ولأنّ الولايات المتحدة استخدمت هذه المسيّرات في حروبها مع أفغانستان والعراق، أتاحت هذه التكنولوجيا الجديدة للولايات المتحدة المحافظة على مكانتها بوصفها قوّة عظمى لا ينازعها عليها أحد. وفي الأعوام الأخيرة، برزت تركيا بوصفها قوّةً صاعدةً في مجال الطائرات المسيّرة؛ إذ نجحت في إدخال مسيّرات محلية الصنع، بخاصةٍ من طراز "بيرقدار تي بي 2" Bayraktar TB2 (القادرة على الطيران على ارتفاع متوســـط ولمدة طويلة)، في عمليّاتها العسكرية ضد حزب العمّال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية والنظام السوري. ومع ذلك، لم يحظَ هذا النجاح في صناعة المسيّرات باهتمام الكثيرين إلّا بعد أن أحدث تغييرًا في ديناميّات العديد من النزاعات، منها ليبيا وأذربيجان على سبيل المثال.
تقدم هذه الورقة الاستراتيجية أسباب نهوض صناعة المسيّرات التركية وتطورها، وتدرس بعض حالات النزاع التي جرى فيها استعمالها، وذلك بهدف شرح الأسباب الكامنة وراء نجاح استخدامها في الحرب.