مقدمة
لم يكن الاشتباك الذي جرى يوم 27 أيار/ مايو 2024 بين جنود من الجيش المصري وآخرين من جيش الاحتلال الإسرائيلي عند معبر رفح البري، والذي أسفر عن مقتل مجندَين مصريَّين، هما عبد الله رمضان وإسلام عبد الرازق، الأول من نوعه بعد توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية (1979)، بل سبقه عددٌ من حوادث الاشتباك والعمليات، نفّذها مجندون مصريون، من الجيش أو الشرطة، مكلفون بحراسة الحدود الشرقية لمصر. وأحدثت هذه العمليات زخمًا شعبيًا كبيرًا، في حين لم تتباين ردود الفعل الرسمية المصرية عليها كثيرًا مع اختلاف الأنظمة السياسية المتعاقبة، وذلك منذ العملية التي نفّذها الجندي سليمان خاطر في تشرين الأول/ أكتوبر 1985، وصولًا إلى اشتباك رمضان وعبد الرازق الأخير.
تتتبّع هذه الورقة العمليات المنفردة غير الرسمية التي نفّذها مجندون مصريون نظاميون يتبعون إما للجيش وإما الشرطة ضد أهداف إسرائيلية على الحدود الشرقية المصرية وداخل الأراضي المحتلة، والتي يُعدّ فيها الزيّ الرسمي للجنود معبّرًا عن هويتهم عند تنفيذها، ومن دون توجيه للمجند أو انخراطه ضمن عمل منظم. وتقف الورقة كذلك على ردّ فعل النظام السياسي الرسمي، وردود الفعل الشعبية التي جاءت في غالبها مؤيدةً لها.