مقدمة
استغلت إسرائيل عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لشنّ حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأعلنت أن هدفها من الحرب القضاء على حكم حماس وعلى قوتها العسكرية في القطاع. بيد أنها سعت في الوقت نفسه لتحقيق هدف آخر هو تهجير الفلسطينيين أو معظمهم من قطاع غزة إلى سيناء المصرية وإلى دول أخرى في المنطقة والعالم. وفي هذا السياق، قام الجيش الإسرائيلي بعملية تدمير شاملة للمدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية في القطاع، أتت على المباني السكنية ومختلف البنى التحتية التي تزود الخدمات الضرورية لحياة المواطنين المدنيين مثل الكهرباء والماء، وكذلك مختلف المؤسسات بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والكنائس والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنشآت الاقتصادية والصناعية وطرق المواصلات والحقول الزراعية ... إلخ. وحتى منتصف آذار/ مارس 2024، استشهد أكثر من 31500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 7000 مفقود، وجرح أكثر من 72000 معظمهم من النساء والأطفال. ولم تأتِ جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القطاع لتحقيق أهداف عسكرية أو لإشباع غريزة الانتقام فحسب، وإنما أيضًا، وأساسًا، لتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للعيش فيها، لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة منه.