العنوان هنا
مراجعات 12 سبتمبر ، 2022

المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة: محاولة لفهم التاريخ

إبراهيم ربايعة

مدير الأبحاث والسياسات في مركز الأبحاث الفلسطيني، ومدير تحرير دورية "شؤون فلسطينية". حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة ملايا في ماليزيا.

عمار جمهور

قائم بأعمال عميد كلية الإعلام، جامعة القدس المفتوحة، فلسطين.

عنوان الكتاب: المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة: محاولة لفهم التاريخ.

المؤلف: علي الجرباوي.

سنة النشر: 2021.

مكان النشر/ الناشر: بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

عدد الصفحات: 376 صفحة.

مقدمة

يُعدّ التخلف سؤالًا مركزيًا في الفكر العربي المعاصر، مع التركيز على سؤال أسباب تخلف العرب والمسلمين عن التقدم الحضاري، في مقابل نجاح الآخرين في التقاط الفعل الحضاري والمراكمة عليه والتحول من الهامش إلى المركز، لا سيما دول جنوب شرق آسيا.

في البداية، صعد الفكر العربي المعاصر بالتوازي مع ضمور الحقبة العثمانية 1299–1923، وتراجع وهجها بوصفها دولة خلافة تجمع المسلمين، وهو ما ارتبط بصعود محاولات جنينية لتكوين دول معاصرة في المنطقة، أهمها تجربة محمد علي باشا (1805-1849) في مصر والسودان وبلاد الشام والحجاز، وما أفرزته من انفتاح فكري على الغرب، وبروز نواة نخبة عربية مثقفة تبحث في سؤالَي التخلف والدولة. وفي محاولة للإجابة عن هذين السؤالين، عاشت هذه النخبة حالة من التفاعل والبحث في مساحتَي الأمة والدولة، أملًا في تقديم نموذج للانخراط والارتقاء الحضاري، مستفيدة من الانفتاح على أوروبا ومعرفة النموذج الحضاري السائد هناك حينها.

في وقت لاحق، أثّرت المشاريع الاستعمارية مطلع القرن العشرين في الفكر العربي الوليد، الذي كان انقسم على مراحل متعاقبة بين مشاريع قومية - اشتراكية وليبرالية وإسلامية - إصلاحية، فبدأت التيارات الفكرية العربية تقدّم إسهامات متجاذبة تبحث من جهة عن مشاريع إنقاذية ما بين سلفية دينية، ومن جهة أخرى برزت مشاريع قومية وقُطرية وعلمانية، ورغم اتفاق المشاريع الثلاثة على الحرية والعدالة والثقافة الإنسانية، فإنّ أيًا منها لم يتحول إلى مشروع نهضوي عربي جامع، بل بقيت مشاريع مجتزأة ورؤى متناثرة أنهكتها الهيمنة والتقسيم القُطري والنزاعات الإقليمية والمشروع الصهيوني.


* هذه المراجعة منشورة في العدد 55 (آذار/ مارس 2022) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 161-170) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.