العنوان هنا
مراجعات 26 أغسطس ، 2021

مذكرات مضر بدران: الطريق من دمشق إلى مؤتمر مدريد

الكلمات المفتاحية

مهند مبيضين

أستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأردنية. وأستاذ زائر في معهد الدوحة للدراسات العليا. عمل منذ عام 1996 على دراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وصدر له من الكتب: أهل القلم في دمشق في النصف الأول من القرن الثامن عشر (دمشق 2005)، وفكرة التاريخ عند العرب في العصر العثماني (عمان 2007)، والفكر السياسي الإسلامي والإصلاحالتجربتان العثمانية والإيرانية (بيروت 2008)، وثقافة الترفيه والمدينة العربية في الأزمنة الحديثةدمشق العثمانية (بيروت 2009)، وأنس الطاعةالسياسة، والسلطة والسلطان في الإسلام (بيروت 2012)، والإخوان والقصرالجماعة والدولة في الأردن (2016) والأردن المعاصر، إشكاليات التدوين والثورة والحركة الوطنية (2018)، وشيخ الكارالسلطة والسوق والناس في دمشق العثمانية (2018).

عنوان الكتاب: القرار.

مؤلف الكتاب: مضر بدران.

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

مكان النشر: بيروت.

سنة النشر: 2020.

عدد الصفحات: 424 صفحة.

مقدمة

يبرز للباحث في تاريخ الأردن المعاصر، من وجهة نظر أردنية، العديد من الأدبيات السياسية بصفة المذكرات أو اليوميات التي توالى نشرها وازداد حضورها مؤخّرًا، في مجموعة من الأعمال والسير مهّدت لها الأعمال الأولى التي رافقت نشأة الدولة وظروف الأردن السياسية ومواقفه من القضية الفلسطينية، وتناولتها في صور مختلفة.

بعض تلك المذكرات صاغها ملوك وأمراء العائلة الهاشمية، وبعضها من النخبة العربية السياسية التي عملت في الأردن، وقسم آخر اختصّ في القضية الفلسطينية على نحو مباشر منذ بدئها، مرورًا بالنكبة، ثم النكسة، أو بالعمل العسكري ذي الصلة المباشرة بعمليات الجيش أو من خلال التجربة السياسية، أو الإدارة والعمل العام في الأجهزة الأمنية.

شهدت الأعوام الأخيرة كثافةً في نشر المذكرات السياسية التي تتحدث عن تاريخ الأردن في القرن العشرين، ومن هذه المذكرات واليوميات نشير إلى يوميات عدنان أبو عودة ومذكرات أكرم زعيتر، وهناك مذكرات الأمير زيد بن شاكر ومذكرات فايز الطراونة، ومؤخرًا صدرت مذكرات مُضَر بدران، وقد عمل أصحاب الأعمال الثلاثة الأخيرة رؤساء وزراء وفي مهمات سياسية وأمنية ودبلوماسية متعددة.
لأن السياسي يتحدث عن تاريخ المجتمع والدولة ومصائرهما، فإن ما يُطالعه القارئ في كل هذه الأعمال زمن سياسي محض، لا مكان فيه للحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، إلا في ومضات قصيرة وتمهيدية، حين يتحدث رجال السياسة عن حياتهم ونشأتهم الأولى. والغريب في هذه المذكرات واليوميات قلة الحديث أو ندرته أثناء ذكر الأخطاء أو أي نقد ذاتي للتجربة، وكأن القارئ ليس مطلوبًا منه إلَّا أن يرى أصحابها في صورة ناصعة تطرح، في المجمل، إشكاليات الذاكرة السياسية العربية وبوح السياسيين بمغاليق التاريخ الوطني وأدوارهم فيه، أو صمتهم وتجاوزهم ذكر ما هو مُلك للناس وحق في المعرفة.

ما بين يدي القارئ مذكرات مُفصّلة عن حقبة شديدة التعقيد من تاريخ الأردن والعرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين؛ إذ يدور الزمن السياسي الذي تتناوله مذكرات بدران بين عامي 1956 و1989، وهي عقود التحديات الكبرى التي مرّ بها الأردن المعاصر وبدأ فيها بدران حياته الوظيفية في عام 1956، حين دخل الأمن العام أيام حكومة سليمان النابلسي (ص 17)، أي الحكومة الحزبية الوحيدة في تاريخ الأردن، وهي فترة يقتضب الحديث عنها ولا يُطيل في شرح ظروفها، وتطلّ المذكرات على المشهد السياسي العربي عمومًا، وعلاقات الأردن بجواره العربي وتعامله معه خصوصًا.


*هذه المراجعة منشورة في العدد 13 من مجلة "أسطور" (كانون الثاني/ يناير 2021)، وهي مجلة محكّمة للدراسات التاريخية المتخصصة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل ستة أشهر.
** تجدون في موقع دورية "أسطور" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.