مقدمة
توصف الدبلوماسية بأنها منهج لإدارة العلاقات الدولية عن طريق المفاوضات، وتتسم بالدقة والمرونة والعطاء للوصول إلى تحقيق الهدف والحرص على استمرار العلاقات وعدم انقطاعها، وتقوم على مراقبة مجريات الأمور والحوادث، وحماية مصالح الدولة، والمفاوضة في كل ما يهمها؛ إنها علمٌ وفنٌّ بشأن إدارة العلاقات بين الأطراف الدوليين، ضمن ميدان العلاقات الخارجية في إطار ما يقرّه القانون والعرف الدوليَّان. ويُستخدم لفظ "الدبلوماسية" أحيانًا للدلالة على نمطٍ من السلوك مرادف للّباقة والكياسة اللتين يتصف بهما الإنسان في علاقاته الاجتماعية. ويكمن دور الدبلوماسية في تنفيذ السياسة الخارجية العاكسة لاختيار الأهداف والخطوط الرئيسة الكبرى التي ستتبعها دولةٌ ما إزاء الأشخاص الدوليين.
وتعبّر الدبلوماسية عن مسار أو طريقة متسلسلة تنطلق من صياغة سياسةٍ لتنتهي بتنفيذ قرار، وتعتمد على مدى الانسجام بين مؤسسات الدولة، بحثًا عن فكرة النجاعة السياسية. وتتأثر السياسات الخارجية للدول بآراء الأفراد، وقدرة الدولة، والمكانة الجيوسياسية، والعلاقات القائمة مع الدول الأخرى، وتشابه مصالحها الوطنية مع مصالح أخرى في النظام الدولي. لذلك، تبحث هذه الدراسة في الدور المهم للدبلوماسية الدفاعية في هذا الجانب من تشكيل التحالفات، وتتناول مفهوم الدبلوماسية الدفاعية لدولة قطر، واستراتيجية التحالفات مع القوى الكبرى، وبوجه خاص مع الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية التركية، من أجل تحديد طبيعة هذه التحالفات ودورها، اعتمادًا على الاتفاقيات والتفاهمات العسكرية البينيّة، وتدرس مدى نجاح الدبلوماسية الدفاعية القطرية في تجاوز التحديات الأمنيّة التي تواجهها قطر على المستوى الإقليمي، في ظل محدودية الموارد والأدوات التقليدية لقواتها المسلحة.