العنوان هنا
دراسات 11 مايو ، 2014

نهاية السرديات الصغرى: في تجاوز أطروحة ما بعد الحداثة

الكلمات المفتاحية

نادر كاظم

أستاذ الدراسات الثقافية في قسم العلوم الاجتماعية/ كلية الآداب، جامعة البحرين، مملكة البحرين. حاصل على الدكتوراه في النقد الحديث من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة في عام 2003. من مؤلفاته: إنقاذ الأمل: الطريق الطويل إلى الربيع العربي، وكراهيات منفلتة: قراءة في مصير الكراهيات العريقة.

تؤسس هذه الدراسة لأطروحة تتجاوز ادعاء ما بعد الحداثة القائل بأن زمن السرديات الكبرى (التقدم، والتنوير، والثورة...إلخ) انتهى، وأن الزمن الراهن هو زمن السرديات الصغيرة التي تتمحور حول الاهتمام بالذات ورعايتها، وحول سعي البشر من أجل «التمتع الفردي بالسلع »، وتأمين جودة الحياة لأنفسهم كأفراد أو كأُسر ومجموعات صغيرة، وذلك بمنأى عن أي مسعى جماعي لتأمين «الحياة الجيدة والخيّة » للجميع.

والافتراض الذي تقوم عليه هذه الدراسة هو أن هذه السرديات الصغيرة وصلت إلى طريق مسدودة، بحيث صارت عصية، وتتفلّت من بين أيدي أغلبية الأفراد. صحيح أن التطورات الجارية كلها قد فعلت فعلها في تآكل السرديات الكبرى، وتراجُع روح التنوير والتحرير والثورة والتغيير، لكن المفارقة التي حدثت هي أن «روح العصر » المنهكة لم تقف عند حدود انهيار الأمل الجماعي وانكسار «الروح اليوتوبية » فحسب، بل إن هذا الإنهاك أخذ يزحف أيضًا حتى على تلك السرديات الصغرى وعلى حيوات الناس اليومية والصغيرة والعادية، بما في ذلك حقهم في «التمتع الفردي بالسلع » والمنتجات والخدمات والخيرات. فإذا كانت مفاهيم التنوير والتحرير والثورة وتغيير العالم قد فقدت مشروعيتها وانطفأ بريقها الأخّاذ، وما عاد هناك مبرر لوجودها، فإن كثيرًا من السرديات الصغرى، في المقابل، انتهت إلى المصير ذاته.

*هذه الورقة منشورة في العدد الثامن من دورية "تبيّن" (ربيع 2014، الصفحات 73-90)، وهي مجلة فصليّة محكّمة متخصّصة في الدراسات الفكريّة والثقافيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.