الكتاب: الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة
العنوان في لغته الأصلية: IDENTITY - The Demand for Dignity and the Politics of Resentment
المؤلف: Francis Fukuyama فرانسيس فوكوياما.
الناشر: New York: Farra, Straus and Giroux.
سنة النشر:2018 .
عدد الصفحات: 240 صفحة.
مقدمة
بعد أن أحدث الكتاب الذي نشره الباحث الأميركي، فرانسيس فوكوياما، إثر انهيار المعسكر الاشتراكي وانتصار المعسكر الرأسمالي في بداية العقد الأخير من القرن العشرين والموسوم بـنهاية التاريخ والإنسان الأخير، ضجة عالمية، حيث أكد فوكوياما سيادة النظام الرأسمالي واقتصاد السوق وليبرالية الدولة على العالم، عاد المؤلف نفسه بعد ما يربو على ربع قرن ليصدر كتابه الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة IDENTITY – The Demand for Dignity and the Politics of Resentment الذي أشار في مقدمته إلى أنه لو أعاد النظر في كتابه نهاية التاريخ، فسيشير إلى إمكانية تحلل الدولة الليبرالية أو تراجعها. فما الأحداث التي جرت خلال ربع قرن ودفعته إلى هذا الرأي؟
هناك بلا شك عدة أحداث يمكن الإشارة إليها، منها: أولًا، الأزمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصاد العالمي في العمق في عام 2008، وأدت إلى إفلاس بنوك وشركات عالمية كبرى، ودفعت إلى تدخل الحكومات لتأميم شركات أو إنقاذ بعضها من الإفلاس؛ وهو عكس مبدأ "اقتصاد السوق"، وظلت تداعياتها مستمرة لسنوات في أنحاء كثيرة من العالم. ثانيًا، التقدم الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي الذي حققته عدة الدول، أبرزها الصين التي أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد أحرزت هذا التقدم في ظل نظام لا ليبرالي، أي إنها تسير عكس مسيرة التاريخ التي قدمها المؤلف؛ ثالثًا، تراجع مؤشرات ممارسة الديمقراطية على مستوى العالم نتيجة لوصول رؤساء، وأحيانًا أحزاب ذات طابع تسلطي تعارض المؤسسات الديمقراطية وغيرها، وتحاول الاستفراد في الحكم؛ وأخيرًا بروز الشعبوية والأحزاب اليمينية المتطرفة ودخولها المشهد السياسي بقوة، بل وصولها إلى الحكم في عدة أنحاء من العالم، وخصوصًا الغربي، ومحاولة التملص من الاتحادات والتكتلات الدولية، كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصول الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض الذي كان الدافع الرئيس لتأليف هذا الكتاب الجديد.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 41 من مجلة "تبيّن" (صيف 2022)، وهي مجلة فصلية محكّمة يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية.
** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.