عنوان الكتاب: المستحدثات والشأن الديني في مغرب القرنين 19 و20.
المؤلّف: أحمد المكاوي.
الناشر: طنجة: دار أكورا للنشر والتوزيع.
سنة النشر: 2022.
عدد الصفحات: 360 صفحة.
يحيل القرن التاسع عشر الميلادي في الكتابة التاريخية المغربية إلى قضايا عدة: الجمود الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والضغط الاستعماري، ومحاولات الإصلاح، وما يمكن الاصطلاح عليه بـ "الصدمة الحضارية" أيضًا. وقد انبرى لسبر أغوار الصدمة باحثون مرموقون، من بينهم أحمد المكاوي، الذي يحاول في دراساته شطر هذه الإشكالية إلى أسئلة فرعية، قد تبدو متنافرة في غاياتها، ولكنها تصبّ في عمق الفهم التاريخي لأسباب الصدمة الحضارية التي كشفت تراجع البنى الثقافية والسياسية والاقتصادية للمجتمع المغربي، بعد الاتصال بأوروبا الحداثة والتحديث.
اختار المؤلف تعديد مداخل النظر في مقاربته لإشكالية اتصال المغاربة بالأوروبيين خلال القرن التاسع عشر، ومُترتباتها، من ذلك إنجازه أطروحة لنيل دكتوراه الدولة موضوعها: "صورة أوربا في الكتابات المغربية خلال القرن التاسع عشر"، وكأن المؤلف أراد أن يكشف بداية تمثلات مغاربة القرن التاسع عشر عن الإنسان الأوروبي، الذي شكّل تحديًا عصريًا بالنسبة إليهم. وتواصل اهتمامه بهذا الموضوع؛ إذ أصدر كتابًا عنوانه: الرحالون المغاربة وأوربا؛ ليرصد عبارات الصدمة في سرديات الرحالة المغاربة، الذين اقتحموا عالمًا مستجدًّا يعجُّ بالأعاجيب الزمنية، فسيطرت علامات التعجّب على أوصافهم للمستحدثات الأوروبية، وكانت ردّات فعلهم كشّافة لاتساع الهوة الحضارية بين المغرب وأوروبا.
*هذه المراجعة منشورة في العدد 21 من
دورية "
أسطور" (تموز/ يوليو 2024)، وهي
دورية محكّمة للدراسات التاريخية المتخصصة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل ستة أشهر.
** تجدون في موقع دورية "أسطور" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.