/ACRPSAlbumAssetList/2024-daily-images/turkish-historical-writing-through-moroccan-eyes.jpg
مراجعات 21 أغسطس ، 2024

الكتابة التاريخية التركية بعيون مغربية

محمد حبيدة

أستاذ التاريخ في جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب.

عنوان الكتاب: إستوغرافيات تركية: في كتابة الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية (1860-1973). 

المؤلف: عبد الرحيم بنحادة. 

الناشر: الدوحة/ بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

سنة النشر: 2022. 

عدد الصفحات: 479.

كتب عبد الرحيم أبو حسين، أستاذ التاريخ العثماني بالجامعة الأميركية في بيروت، ما يلي: "يختلف كتاب [عبد الرحيم بنحادة] في تناوله لهذه الدولة (العثمانية) عن معظم ما كُتِب عن التاريخ العثماني في اللغة العربية؛ إذ إن تناوله لها ابتعد عما درج عليه المؤرخون الذين كتبوا بالعربية، من إدانة للماضي العثماني أو الإشادة به، كما ابتعد عن الأسلوب السردي للأحداث السياسية والعسكرية، وقدّم كتابًا يعالج التاريخ العثماني عبر محاور معينة" (تقديم، ص 21). وإذا كان عبد الرحيم بنحادة قد أنتج عملًا نوعيًّا؛ فلأنه راكم تجربة كبيرة في ميدان البحث التاريخي راوحت بين تاريخ المغرب وتاريخ تركيا، وَلِسعة اطلاعه على الأرشيفات والأدبيات ذات الصلة بتاريخ العثمانيين والأتراك، ومعرفته باللغات التركية والفرنسية والإنكليزية، ولتمكُّنه من أدوات الصنعة التاريخية التي تجعل المؤرخ، كما يقول المؤرخ البريطاني روبين جورج كولينغوُود في كتابه فكرة التاريخ، يرتقي إلى "التبصر فيما يشتغل به من قضايا تاريخية".

يأتي هذا الكتاب بعد اختمار طويل؛ إذ سبق للمؤلِّف، الذي اشتغل في السابق أستاذًا للتاريخ في جامعتي فاس والرباط بالمغرب، وهو يشتغل حاليًّا في معهد الدوحة للدراسات العليا، ورئيسَ تحريرٍ لمجلة أسطور للدراسات التاريخية، أن أصدر عددًا من الأبحاث المرتبطة بالتاريخ والثقافة العثمانيين، وخاصة المغرب والباب العالي من منتصف القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر (1998)؛ والعثمانيون: المؤسسات والاقتصاد والثقافة (2008)؛ وجنة الكفار: سفير عثماني في باريس 1721 (2018). ومعنى ذلك أنه انتقل في هذه التجربة الجديدة من التاريخ باعتباره واقعًا وثقافةً إلى التاريخ من منظور الكتابة والتصور والمنهج. وهذا الانتقال هو الذي يفتح للقارئ أُفقًا واسعًا على التيارات التاريخية، والتحولات الحاصلة في الهوية التركية، والاستعمالات السياسية للماضي. وقد تطلب هذا العمل التركيبي، من دون شك، سنوات من البحث والتحرير، لكن النتيجة ذات أهمية، ومن شأنها أن تغني المكتبة العربية.


*هذه المراجعة منشورة في العدد 20 من دورية "أسطور" (شباط/ فبراير 2024)، وهي دورية محكّمة للدراسات التاريخية المتخصصة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل ستة أشهر.
** تجدون في موقع دورية "أسطور" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.