ألغت وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤتمرها السنوي الرابع بعنوان "العلوم الاجتماعية والإنسانية في إيران: الإمكانيات والقيود"، الذي كان مقررًا في يومي 9 و10 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024، وذلك بسبب تطورات جيوسياسية غير متوقعة في المنطقة. ورغم إلغاء المؤتمر، جرى نشر عدد من الأوراق البحثية المقبولة من الوحدة، في حين تشرت بقية الأوراق في مجلتين أكاديميتين، هما: Sociology of Islam وMuslim World.

وكان من المقرر أن يتناول المؤتمر تطوّر العلوم الاجتماعية والإنسانية في إيران؛ ويبحث كيفية تشكّل هذين التخصصين وتأسيسهما، وينظر في حالة العلوم الاجتماعية والإنسانية من الناحية النظرية والمنهجية والتطبيقية، ويبحث في كيفية تدريسها والبحث فيها. ويتطرّق إلى المؤسسات الرئيسة في إيران، التي ساهمت في تشكيل الأبحاث المتعلّقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. ويبحث في تأثير تأسيس الجمهورية الإسلامية وسياساتها، إضافة إلى الخطاب الإسلامي، في البحث والتدريس في العلوم الاجتماعية والإنسانية، مع التركيز على العلاقة بين الحقلين والسياسة وأيديولوجيا الدولة. كما كان المؤتمر سيفرد مجالا مهما لدراسة التحدّيات التي يواجهها الأكاديميون الإيرانيون عند إجراء الأبحاث والتدريس في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولا سيّما أنّ هذه المجالات غالبًا ما تكون عرضةً لمراقبة الدولة المستمرة.

وتتناول الأوراق التي استقبلتها لجنة المؤتمر أيضًا مسائل أخرى؛ مثل: إقالة أساتذة الجامعات؛ وميزانية البحث العلمي المقيّدة؛ والمشهد القاتم لسوق العمل الأكاديمي؛ ومعدّلات البطالة المرتفعة بين الخرّيجين؛ وإضفاء الطابع المحليّ على الأبحاث المتعلّقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية؛ والاعتماد على المفاهيم والنظريات والمنهجيات الغربية؛ وكيفية تناول العلوم الاجتماعية والإنسانية في إيران لقضايا محددة تخصُّ المنطقة العربية والشرق الأوسط؛ وتأثير العقوبات الدولية على الإنتاج البحثي والتبادل الأكاديمي؛ وهجرة الأدمغة والطلّاب والأساتذة الإيرانيين إلى الخارج؛ وأخلاقيات البحث؛ وأمننة الأبحاث المرتبطة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية؛ واللغة بوصفها عقبة أمام تفاعل الإيرانيين مع الإنتاج المعرفي خارج إيران من جهة، ومحدودية وصول الإنتاج المعرفي الإيراني في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى خارجها من جهةٍ أخرى.