مقدمة
جاءت أحداث عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في ما يُعرف بغلاف غزة، والردّ العسكري الإسرائيلي العنيف ضدّها، مُفاجئةً لأطراف "محور المقاومة" المختلفين، بما فيهم الفصائل العراقية. وفي سياق هذه المفاجأة القوية، والمصالح المختلفة والمتضاربة لهذه الفصائل، حاول بعضها – وليس كلها – إيجاد سبيل حقيقي له للدخول في هذه المواجهة دعمًا لحماس، لكن كان يعوزها التنظيم والرؤية بخصوص نوعية المشاركة وكيفيتها، ما جعل مشاركتها هذه في آخر المطاف غير فعّالة وقليلة الأهمية ومشوبة بالكثير من المبالغة الإعلامية.
تسلّط هذه الورقة الضوء على مشاركة هذه الفصائل عبر "محور المقاومة" الذي تنتمي إليه إيران وتتزعمه في تفعيل مفهوم "وحدة الساحات" دعمًا لحماس، ومن ثمّ لحزب الله، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية في حربها الآخذة في الاتساع في المنطقة، واستكشاف أسباب ضعف هذه المشاركة، فضلًا عن العواقب المستقبلية المحتملة لكامل تجربة الفصائل العراقية المسلحة في "محور المقاومة".