في صباح يوم الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طلبت إسرائيل من الأمم المتحدة نقل ما يقرب من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى الجنوب خلال 24 ساعة. وفي الوقت نفسه، ألقى الطيران الإسرائيلي منشورات على شمال القطاع تدعو الفلسطينيين إلى الرحيل، وأطلق تهديدات بالقتل في حال بقائهم. وهذا مع استمرار القصف الذي استخدمت إسرائيل فيه كميات هائلة من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليًا، مثل الفوسفور الأبيض، ما يُصنف على أنه جريمة حرب.
ترتكب إسرائيل، المدعومة غربيًا، في حربها على غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ووصفها عدد من الخبراء الدوليين بأنها عمليات إبادة جماعية Genocide. وتُقود إسرائيل هذه الحرب أمام العالم بحجة "الدفاع عن النفس"، متجاهلة 75 عامًا من الاستعمار الاستيطاني والاحتلال والفصل العنصري والسياسات العقابية الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بعامة، وضد سكان غزة على وجه الخصوص.
وقد حذرت الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية من مخططات تهجير الفلسطينيين داخل قطاع غزة وخارجه باتجاه مصر، وأصبحت قضية التهجير موضع نقاش جدي وتصريحات متكررة خصوصًا من الجانب المصري. تحاول هذه الورقة رصد الوضع الإنساني، وتسليط الضوء على السياق الذي تجري فيه عمليات التهجير داخل القطاع، وردود الفعل عليها عربيًا ودوليًا. وتستعرض كذلك السيناريوهات المحتملة لتطور عمليات التهجير القائمة.