عنوان الكتاب بلغته الأصلية:

Comprendre l'Islam politique: Une trajectoire de recherche sur l’altérité islamiste, 1973-2016.

عنوان الكتاب: فهم الإسلام السياسي: مسار بحثي حول الآخرية الإسلامية.

المؤلف: فرانسوا بورغا Francois Burgat.

ترجمة: جلال بدلة.

مكان النشر/ الناشر: بيروت: دار الساقي.

سنة النشر: 2018.

عدد الصفحات: 287 صفحة.

مقدمة

تنامى الاهتمام بموضوع "الإسلام السياسي" في الأوساط الأكاديمية الغربية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وقُدّمت طروحات كثيرة حاولت تفكيك الحالة الإسلامية على تنوعاتها وتطوراتها، وتفاوتت المقاربات التي استعملت لتقديم إجابات حول ماهية الحركات الإسلامية ودينامياتها المختلفة. وقد واجه معظم تلك الطروحات تحديات منهجية واستشرافية متفاوتة بعد صعود التيارات الإسلامية، إبّان ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010 وبعدها، ثم صعود أعنف النسخ الإسلاموية الجهادية، ممثلة في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك بعد إعلان إقامة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" عام 2013. وقد بدا أن الأكاديمية الغربية تتعامل تعاملًا اختزاليًا مع الحركات الإسلامية من دون أن تأخذ في الحسبان تنوعها وتباين بعضها عن بعض، ما أثّر منهجيًا في المعالجة الأكاديمية لموضوع الإسلام السياسي.

ينطلق الكتاب من وسط اتجاه أكاديمي فرنسي في دراسة الإسلام السياسي، يتضمن أسماء عدة بارزة في هذا الحقل، منهم جيل كيبل Gilles Kepel (1955-) وأوليفييه روا Olivier Roy (1949-) وآلان غريش Alain Gresh (1948-) وستيفان لاكروا Stéphane Lacroix، ومبكرًا كان ميشيل سورا Michel Seurat (1947-1986). وقد اتسم هذا الاتجاه بدراساته المبكرة عن الحركات الإسلامية، وكان له الأسبقية في الجدل حول طروحات من قبيل: "فشل الإسلام السياسي"، و"ما بعد الإسلام السياسي"، و"أسلمة الراديكالية"؛ إذ راجت في بدايات هذا الاتجاه المقاربات الجوهرانية والنفسية الاجتماعية القائلة بوجود دوافع التطرف في الإسلام وأسبابه، أو في المسلمين أنفسهم، بينما كانت قلة من الباحثين آنذاك هي المشغولة بالبحث في السياقات والعوامل الخارجية التي ولّدت بعض مظاهر العنف، أو الراديكالية، في الثقافة الإسلامية الحديثة، ومنهم فرانسوا بورغا.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 51 (تموز/ يوليو 2021) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 173-179)وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل شهرين.