يصعب تصوّر حضورٍ مؤثرٍ للسلفية في تركيا على الرغم من الحديث عن "انتشار" السلفية في البلاد. فالحديث عن هذا الحضور لا بد من أن يترادف مع أسئلةٍ منهجيةٍ تعبّر عن تحديات متعلقة بالبيئة الفكرية للمجتمع التركي، كما تتعلق بالسياق التاريخي. ومن هذه الأسئلة: كيف يمكن للسلفية أن تحقق انتشارًا في مجتمعٍ متصوفٍ تبنت دولته الإمبراطورية منهج أبي حنيفة والماتريدية في التأويل والرأي، وتبنت جمهوريته الحديثة فلسفة الغرب والعلمانية؛ وكلاهما نقيضٌ للمنهج السلفي القائم على الاتباع والمتمسك بما جاء في القرآن الكريم والسُنة وما نقل عن السلف الصالح؟ وكيف يمكن للسلفية أن تتجاوز الحاجز التاريخي في تركيا الذي نشأ إثر الاختلاف مع السلفية في بدايات القرن التاسع عشر واستمرت آثاره الفكرية حتى وقت قريب؟
* نشرت هذه الدراسة في العدد 25 (آذار/ مارس 2017) من مجلة "سياسات عربية" (الصفحات 82-93) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.
** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.