الكتاب:هوية بأربعين وجهًا.
الكاتب:داريوش شايغان.
المترجم: حيدر نجف.
التقديم: عبد الجبار الرفاعي.
الناشر: مركز دراسات فلسفة الدين، بغداد، 2016.
عدد الصفحات: 200 صفحة.
يكتسي مفهوم الهوية منزلة مركزية في الزمن الراهن، وذلك بما يطرحه من نقاشات ومواضيع تلامس حياة الفرد والجماعة تضطرهم إلى طرح تساؤلات وإشكاليات من أبرزها: من نحن؟ وماذا يعني وجودنا بالنسبة إلى الأغيار؟ وهل في إمكان الإنسان الفرد أن يُعبّر عن ذاته الخالصة في مقابل هذا الجمع الغفير من البشر الذين تتشابك همومهم وتوجهاتهم وأفكارهم ومساعيهم مع ما يبتغيه الفرد الأوحد؟ وذلك من حيث إننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم، بل يجمعنا خيط ناظم لجوانب الحياة، ويحتم علينا، بطريقة أو بأخرى، مجابهة واقع يُمكن نعتُه بأنه مركّب Complex Thought، أو بتعبير أدق معقّد، بحسب توصيف الفيلسوف الفرنسي إدغار موران Edgar Morin؛ فهو "نسيج من الأحداث والأفعال والتفاعلات والارتدادات والتحدّيات والمصادفات التي تشكّل عالمنا الظاهراتي، ولكن في هذه الحالة يحمل التعقيد بشكل مقلق سمات الخليط وغير القابل للفصل والاختلال والغموض واللايقين". ولعل من أبرز المفكرين المعاصرين المحسوبين على الفكر الإسلامي المعاصر، والذين خاضوا غمار موضوع الهوية وتناولوها وأعطوها حقها من التمحيص والنظر، المفكر الإيراني داريوش شايغان Dariush Shayegan (1935-2018) الذي جعل من دراسة الهوية شغله الشاغل، معتنقًا في ذلك مسلّمة مفادُها أن "كل هوية مهما كان انتماؤها العرقي والقومي هي على كل حال تركيبة وكيان هجين" (ص 29). وقد ناقشها في عدة كُتب نذكر منها أوهام الهوية، والهوية والوجود: العقلانية التنويرية والموروث الديني، وهوية بأربعين وجهًا، وهو الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته، وفيه ركز مؤلِّفه على ما يُدركه الشرق إزاء نفسه، في علاقته بالغرب، والسياق الجدالي والسجالي المتعلق، راهنًا، بالحضارة الكونية، والتأثير البالغ للتقنية في ثقافتنا وفكرنا وديننا وهويتنا.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 41 من مجلة "تبيّن" (صيف 2022)، وهي مجلة فصلية محكّمة يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية.
** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.