عنوان الكتاب: ما قبل الحداثة: اجتهادات في تصوّر علوم اجتماعية عربية.
المؤلف: عبد الله حمودي.
الناشر: الدار البيضاء: دار توبقال للنشر.
سنة النشر: 2022.
عدد الصفحات :128 صفحة.
مقدمة: رجوع إلى ما قبل الحداثة؟
في الوقت الذي تنتشر فيه تصوّرات ما بعد الحداثة في خطاب العلوم الاجتماعية الغربية اليوم، يدعونا عبد الله حمودي، في كتابه ما قبل الحداثة: اجتهادات في تصوّر علوم اجتماعية عربية، للرجوع إلى ما قبل الحداثة بُغية تصوّر علوم اجتماعية عربية. ويحاجّ الكتاب، إجابةً عن سؤال "هل من جدوى في الرجوع إلى 'ما قبل الحداثة' بهدف تصوّر علوم اجتماعية متجددة؟"، بأنّ "هذا الرجوع – وفي حالة العلوم الاجتماعية العربية على الخصوص - ليس من قبيل الممكن فحسب، بل إنه من قبيل الضروري" أيضًا (ص 9).
ليست المرة الأولى التي يعلن فيها حمودي عن فكرته هذه، أو بالأحرى مشروعه هذا؛ إذ أعلن عنه أول مرة على نحوٍ صريح ومباشر، في تقديم كتابه الحداثة والهوية، الذي وصفه فيه بأنه مساهمة في "وضع الأسس لبناء معرفة مستقلة تخص المجتمع المغربي والمجتمعات المغاربية والمشرقية بصفة عامة". هذا فضلًا عن ضميمة كان قد أضافها في النسخة العربية من كتابه الشيخ والمريد، إضافةً إلى محاضرته "في إعادة صياغة الأنثروبولوجيا"، التي تمثل أرضية كتابه المسافة والتحليل، والذي يعدّ بيانًا لمشروعه؛ من صياغة أنثروبولوجيا عربية إلى تصوّر علوم اجتماعية عربية. بذلك يمكن عدّ كتاب المسافة والتحليل وكتاب ما قبل الحداثة وجهين لعملةٍ واحدة: التخلص من التبعية المعرفية وبناء خطاب علمي اجتماعي مستقل، بهدف إعادة تأسيس علوم اجتماعية متجددة عمومًا، وأنثروبولوجيا وعلم اجتماع عربيَّين على وجه الخصوص.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 44 (ربيع 2023) من مجلة "عمران" (الصفحات 175-183)وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا.
** تجدون في موقع دورية "عمران" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.