الحقل العلمي الذي وُلد من رحم دراسة الهولوكوست
يعاني
تناقضات بعد اتهام إسرائيل بارتكاب "جريمة الإبادة الجماعية"
A discipline born from the study of the Holocaust faces its contradiction as Israel stands accused of the “crime of crimes.”
مباشرة بعد الهجمات التي وقعت في جنوبي إسرائيل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، على يد حركة حماس، قررت بعض المؤسسات الكبرى المختصة في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية أن المهمة التي تحملها على عاتقها تدعوها إلى أن تجهر بالدفاع عن مدنيين إسرائيليين سقطوا في هذه الهجمات وقُدر أنّ عددهم بلغ أكثر من ثمانمئة. فـمركز دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية Center for Holocaust and Genocide Studies التابع لجامعة مينيسوتا، الذي لم يصدر بيانًا رسميًا في شأن أيٍّ من الأحداث الجارية في العالم منذ مقتل جورج فلويد في عام 2020، أعرب عن إدانته ما أسماه "الهجمات الشنيعة"، وخلص إلى أن "العنف الذي يستهدف السكان المدنيين، بأيّ شكل كان، لا مكان له في المجتمع ولا يمكن التسامح معه". ونشر
متحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة US Holocaust Memorial Museum، الذي يدير أيضًا مركزًا بحثيًا حول منع الإبادة الجماعية ويصدر مجلة دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية Holocaust and Genocide Studies ، بيانًا عبّر فيه عن تضامنه مع "كثير من الناجين من الهولوكوست الذين ساعدوا في بناء دولة إسرائيل، أين أمكنهم العيش أخيرًا تحت ظلال الحرية والأمن الذي يستحقونه، بعد قرون من الاضطهاد والإبادة الجماعية التي عايشوها في نهاية المطاف". وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت مجموعة من الأكاديميين في مؤتمر Lessons & Legacies Europe لدراسات الهولوكوست – ومنهم كبار الأعضاء في هذا الحقل أمثال المؤرخين يهودا باور Yehuda Bauer وشاؤول فريدلاندر Saul Friedländer – بيانًا زعموا فيه أن "القتل العشوائي للأطفال والنساء والرجال الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي كونهم يهودًا، يذكّرنا حتمًا بعقلية مرتكبي المذابح التي مهدت الطريق إلى الحل النهائي* وأساليبهم".
*** ”The article was translated with permission from Jewish Currents“.
* الحل النهائي هو الاسم الذي أُطلق على مجموعة الممارسات التي اتُبعت إبان أواخر العهد النازي ضد اليهود، وقد افتُرض بذلك أنها تحيل على سياسات محددة ومتعمدة تقوم على "نية" القضاء عليهم فيما تعارف عليه في الأدبيات بالهولوكوست. وفكرة النية أو "القتل/التدمير المتعمّد" هذه هي التي ارتكزت عليها أغلب التحليلات لمسألة الإبادة الجماعية بعد الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948. (المترجم)
