نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المؤتمر السابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية في الفترة 23-25 آذار/ مارس 2019 في الدوحة، وطرح "إشكالية مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية". وجرت أعمال المؤتمر في أربع مسارات في كل يوم، يشمل كل مسار منها عددا من الجلسات. وتخللته محاضرتان عامتان لكل من عالم الأنثروبولوجيا الدكتور عبد الله حمّودي والمفكّر العربي الدكتور عزمي بشارة. وشارك في المؤتمر 72 باحثًا ينتمون إلى مؤسسات علمية وبحثية متعدّدة، وساهموا بأوراق تناولت جوانب شتّى من مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية ومجالاتها؛ من فلسفة، وإبستيمولوجيا، وعلم اجتماع، وأنثروبولوجيا، ودراسات تاريخية، وجغرافيا، واقتصاد، وسياسات عامة، وعلم نفس، وغيرها من المجالات.
استهلّ المؤتمر أعمال اليوم الأول (السبت 23 آذار/ مارس 2019) بمحاضرة عامّة قدّمها عالم الأنثروبولوجيا الدكتور عبد الله حمّودي، الأستاذ في جامعة برينستون الأميركية، في موضوع "سؤال المنهج في راهنيتنا: اجتهادات في تصور علوم اجتماعية وإنسانية عربية". وقدّم فيها إشكالية منهج العلوم الاجتماعية والإنسانية بالتركيز أولًا وقبل كلّ شيء على "الموضوع" بوصفه موضوعًا، محاولًا تحديد طبيعته من حيث هو موضوع.
في مقاربة حمّودي، يبدو المنهج لصيقًا بالموضوع، إذ يشتغل في قلبه النابض وكُنهه. ذلك أنه، وفي أول وهلة، لا يعني موضوع المنهج أكثر من الكلام والكتابة في مسائل أسس المعرفة وقواعدها، وتكون هذه الكتابات بهدف تعريف تلك المسائل وبسطها؛ بمعنى متعارف عليه هو موضوع البحث والكتابة في المنهج. وقد يكون المنهج في الكتابات والتدوين، ولكنه أيضًا يكون خارجها. وقد يُكيّف أي بحث جدي منهجه مع طبيعة الظواهر التي يخوض في تشخصيها.
المزيد
تميّز اليوم الثاني من المؤتمر بمحاضرة عامّة قدّمها المفكّر العربي الدكتور عزمي بشارة في موضوع "في أولوية الفهم على المنهج".
وقد ساءل بشارة في مستهلّ حديثه منهج تحليلِ الواقعِ الاجتماعي أو الظاهرةِ قيدَ البحث، مبرزًا أنّه لا يوجدُ منهجٌ لاستكشاف المنهج، ولا يوجدُ منهجٌ صحيحٌ ومنهجٌ غيرُ صحيحٍ خارجَ الجهدِ البحثي في موضوعٍ محدَّد. ولهذا، فالنقاش النظري حول المناهجِ خارجَ الجهد المبذول لفهم موضوعٍ ما في سياقاتٍ محددة، هو نقاشٌ محدودُ الفائدةِ، ومحصورٌ بغاياتٍ مدرسية، مثلَ النقاشِ الذي أشغَلَ بعضَ الفلاسفةِ حولَ ما الذي يحتلُّ أولويةً أو أسبقيةً إبستيمولوجية؛ تحليلُ البنية أم الصيرورة، وكأنّه توجدُ صيروراتٌ يمكنُ تحليلُها إذا لم تكُنْ لها بنيةٌ معيَّنة، وكأنَّ تحليلَ البنى يُفيد بشيءٍ إذا لم يكشِفْ عن الصيروراتِ إليها ومنها، ودينامياتِها الداخلية.
شملت أعمال اليوم الأول من المؤتمر ثلاث جلسات في كل واحد من المسارات الأربعة. وتركزت محاور المسارات الأربع في اليوم الأول من المؤتمر حول: "مقاربات فلسفية وإبستيمولوجية لإشكالية المناهج"، "مناهج علم الكلام الجديد"، "مقاربات في مناهج العلوم السياسية والعلاقات الدولية"، "المناهج السوسيولوجية والأنثروبولوجية".
تواصلت أعمال المؤتمر في يومه الثاني (الأحد 24 آذار/ مارس 2019)، بتقديم 23 ورقة بحثية في أربعة مسارات متوازية، تناولت قضايا منهجية متعددة، تتعلق مجالات فلسفية وإبستيمولوجية وسوسيولوجية ولسانية وتاريخية وغيرها.
شهدت أعمال اليوم الثالث من المؤتمر ثلاث جلسات في كل واحد من المسارات الأربعة، وتمحورت المساهمات البحثية خلالها حول: إشكالية "التقدم" في العلوم الاجتماعية و"التعقيد" و"البينذاتية"، مناهج علم النفس ومناهج الجغرافيا، المناهج القانونية والعرفانية، تقنيات ومقاربات.
في ختام الدورة السابعة لـ "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية"، قام سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، والدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتكريم الفائزين بـ "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية" في دورتها السابعة 2017/ 2019 خلال حفل أقيم بهذه المناسبة مساء يوم الإثنين 25 آذار/ مارس، بحضور أعضاء لجنة الجائزة ونخبة من الباحثين العرب.
التفاصيل
مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية
