العنوان هنا
تقارير 02 يونيو ، 2020

"ثورة ديسمبر": السياقات والفاعلون وتحديات الانتقال الديمقراطي في السودان

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدمة

اندلعت الشرارة الأولى للثورة السودانية في مدينة الدمازين، من ولاية النيل الأزرق، في 13 كانون الأول/ ديسمبر2018 ، على خلفية رفع أسعار الخبز، ثم انتقلت إلى العاصمة الخرطوم، ومعظم مدن الولايات. وقد استقطبت الثورة شرائح واسعة من المجتمع السوداني، وكان العنصر الشبابي والنسائي حاملها الرئيس طوال مدة الحراك الثوري التي امتدت نحو أربعة أشهر، حتى سقوط الرئيس عمر البشير بانقلاب عسكري في 11 نيسان/ أبريل 2018. بعد ذلك بدأت المفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الذي قاد الانقلاب؛ لتشكيل حكومة انتقالية، يناط بها تنفيذ شعار الثورة القائم على "الحرية والعدالة والمساواة".

يحاول هذا التقرير، من خلال ستة محاور، أن يقدم عرضًا تحليليًا لمواقف القوى الاجتماعية والسياسية التي أشعلت فتيل الثورة، في إطار احتجاجٍ مطلبي ناتج من تردي الأحوال الاقتصادية، لم تلبث أن رفعت شعارات سياسية تنادي بإسقاط النظام وإقامة بديل ديمقراطي. ويناقش التقرير أيضًا مواقف الحركات والجماعات المسلحة التي كانت تقاتل الحكومة المركزية في الخرطوم. ويلقي، في أحد محاوره، الضوء على الأحوال الاقتصادية التي كانت الواقع السياسي والموضوعي لاندلاع الثورة، ويتناول كذلك المواقف الإقليمية والدولية التي تبلورت في مرحلة الاحتجاجات الثورية، وكيف أخذت طورًا آخر بعد سقوط النظام، والشروع في تأليف الحكومة الانتقالية المدنية. ويخصص التقرير جزءًا منه لدراسة واقع المؤسسات الأمنية والعسكرية التي أدت، وتؤدي، دورًا مهمًا في المرحلة الانتقالية. ويحاول التقرير الإجابة عن سؤال التحديات التي تواجه عملية الانتقال الديمقراطي في السودان.