استعادة عظمة أميركا: الصين، والانحدار الإمبراطوري، والديمقراطية
تحليل سياسات 01 مايو ، 2025

استعادة عظمة أميركا: الصين، والانحدار الإمبراطوري، والديمقراطية

جون كين

أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني ومركز برلين للعلوم الاجتماعية، وأستاذ في جامعة بيجين للدراسات الأجنبية. أسّس مركز دراسة الديمقراطية في لندن (1989)، وكان أول مركز للأبحاث الديمقراطية في العالم. أسّس شبكة سيدني للديمقراطية وأدارها. له مؤلفات عديدة، أبرزها: توم بين: حياة سياسية (1995)؛ العنف والديمقراطية (2004)؛ حياة الديمقراطية وموتها (2009)؛ الديمقراطية وانحطاط وسائل الإعلام (2013)؛ السلطة والتواضع (2018)؛ الاستبداد الجديد (2020)؛ أقصر تاريخ للديمقراطية (2022).

يقول المثل الصيني: "عندما تهبّ رياح التغيير، يُشيّد بعضهم جدرانًا في حين يبني آخرون طواحين هواء". وهذا المثل القديم يحاكي واقعنا الحالي؛ إذ تعصف بعالمنا رياح تقسيم غريب تتكشّف عن صعود إمبراطورية صينية جديدة قوية على نحوٍ لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم، وعلى نحوٍ مقابل لانسحاب إمبراطورية الولايات المتحدة الأميركية وتراجعها عالميًا.

يتعيّن على كل قارئ واعٍ قياس هذه الديناميات أو فهمها. إنها ديناميات تصوغ محيطنا، لكنّ المهمة أصبحت أكثر صعوبة بسبب وجود الكثير من الخداع والتهديد، والدعاية والتضليل، فضلًا عن اصطفاف الكثيرين - على نحو مستغرب - مع الرأي القائل إن خطاب الرئيس دونالد ترمب، بشأن إعادة مجد الولايات المتحدة وعظمتها، صحيحٌ في جوهره. لا شكّ في أنّ كلًّا من المؤيدين والمراقبين لرؤيته المتعلقة بدورها العالمي المأزوم، أو المتعثر، يتوقعون لعالمنا دربًا مليئًا بالعقبات. لكنهم حتى عندما يكونون متشككين فيما يدور في خلد الرئيس الجديد، أو معادين له بطريقة صريحة، بما في ذلك أمره التنفيذي الغريب ضد "طواحين الهواء"[1]، يتماهون، ضمنيًّا أو صراحة، مع قناعته المتمثلة في أن الولايات المتحدة، على الرغم من تراجعها الأخير، لا تزال القوة العالمية المهيمنة، وأنها ستظل كذلك إلى أجل غير مسمّى، بفضل قيادة إدارته الجديدة الشجاعة. إنّ فوزه الأخير الذي قُدِّم على أنه خبر منتظر لجمهور يتوق إلى فهم لحظة درامية كبرى، يفسّر - كما يريد له ترمب أن يفسَّر - بأنه انتصار للرغبة الجامحة المتمثلة في كبح التراجع الأميركي، وبأنه بداية (كما تباهى في حفل تنصيبه عام 2025[2]) لـ "عصر ذهبي" جديد مزدهر تثبت فيه الولايات المتحدة، التي تقف على أعتاب "أعظم أربع سنوات في التاريخ الأميركي"، أنها "الدولة الأقوى والأكثر احترامًا" في عالمنا.


[1] “Adam Tooze,” X, 24/1/2025, accessed on 7/4/2025, at: https://acr.ps/1L9zQW9

[2] Stephen Farrell et al., “Trump Inauguration Live: Executive Orders on Borders, Jan. 6 Pardons and TikTok,” Reuters, 21/1/2025, accessed on 7/4/2025, at: https://acr.ps/1L9zR0R