العنوان هنا
تقييم حالة 03 نوفمبر ، 2020

انتخابات قبرص التركية: مستقبل العلاقة مع أنقرة في ظل الصراع شرق المتوسط

محمود سمير الرنتيسي

باحث فلسطيني متخصص في الشأن التركي، يعمل في مركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية "سيتا" في أنقرة وإسطنبول. مساعد رئيس تحرير مجلة "رؤية تركية". حاصل على الدكتوراه حول العلاقات بين تركيا وقطر من جامعة غازي، أنقرة. له العديد من الدراسات والأبحاث المحكمة، وشارك في عدة كتب مثل "النظام الرئاسي والتحول السياسي في تركيا"، و"السياسة الخارجية التركية" (2016). وقد تم نشر رسالته في الماجستير في كتاب بعنوان "السياسة الخارجية القطرية تجاه الربيع العربي والقضية الفلسطينية 2011-2013".

مقدمة:

اشتعل التنافس مؤخرًا شرق المتوسط على النفوذ البحري وحصص موارد الطاقة المكتشفة والمحتملة في المنطقة (3.45 تريليونات متر مكعب من احتياطي الغاز، إلى جانب 1.7 مليار برميل من النفط)، وتضاعف اهتمام الدول المتشاطئة بتوقيع اتفاقيات المناطق الاقتصادية الخالصة، كما حصل خلال أقل من عام بين تركيا وليبيا من جهة، ومصر واليونان من جهة أخرى. فازداد حضور قبرص بموقعها الاستراتيجي شرق البحر المتوسط على أجندة اللاعبين كافة، خاصة تركيا التي ترى نفسها "الوطن الأم" للقسم الشمالي منها. وقد اكتسب ذلك أهمية إضافية مع خوض قبرص التركية الانتخابات الرئاسية عبر جولتين في 11 و18 تشرين الأول/ أكتوبر 2020.

تنبع أهمية نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في قبرص التركية من تأثيرها في مستقبل الجزيرة وفي العلاقة بتركيا، خاصة في ظل تزايد الاهتمام بمنطقة شرق المتوسط؛ ذلك أن وجود علاقة جيدة لتركيا برئيس قبرص الشمالية، الذي له دور في إدارة المفاوضات وتوجيهها مع الشطر الجنوبي من خلال رؤيته للعلاقة به من جهة، ومن خلال صلاحياته في تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة من جهة أخرى، يجعله وحكومته في حالة انسجام مع تركيا، التي تتزايد مصالحها في المنطقة.