حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية. يشغل حاليًا منصب رئيس أول لقسم الإعلام والاتصال في معهد الدوحة للدراسات العليا. قبل ذلك، عمل باحثًا في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تتمحور اهتماماته البحثية حول "السايبر بوليتكس" / السياسة السيبرانية، وهو مجال ناشئ يدرس تأثير الفضاء السيبراني في العلاقات الدولية وإعادة تشكيل القوى العالمية. يركز على تحليل دور الفضاء السيبراني في تكوين ديناميكيات القوة في النظام العالمي المعاصر. صدر له عدة كتب، إضافة إلى ستة عشرة دراسة محكّمة، وعشرات المقالات الصحفية التي تتناول موضوعات متعلقة بمجال تخصصه.
مقدمة
انتهت الجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلّفةً وراءها أضعاف حجم الدمار الذي تسبّبت فيه الحربان السابقتان عامَي 2008 و2012. ويعدّ هذا العدوان الأخير الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم عملية "الجرف الصامد"، وأسمته المقاومة الفلسطينية حرب "العصف المأكول"، العدوان الثالث الذي تشنّه إسرائيل على قطاع غزة خلال ستّة أعوام؛ بعد ما عرف بحرب "الفرقان" التي امتدّت من 27/12/2008 إلى 18/1/2009، وحرب "حجارة السجّيل" التي وقعت في الفترة بين 14و21/11/2012.
وتزامن انطلاق محادثات القاهرة غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اندلاع الحرب الأخيرة مع الحديث عن إعادة إعمار القطاع؛ إذ قايضت إسرائيل إعمار ما تهدّم باستمرار حالة التهدئة على الحدود مع قطاع غزة.
تحاول هذه الورقة إلقاء الضوء على قرارات مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، وحقيقة الوعود الممنوحة، والمصلحة الإسرائيلية في التسريع في عملية إعادة الإعمار أو الإبطاء فيها، والخيارات المتاحة أمام "حماس" بخاصة وأنّ التلكّؤ في إعادة إعمار غزة قد ينتقص من دورها ويؤثّر في شعبيتها التي تعاظمت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.