مقدمة
تمر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمرحلة تبدو الأصعب في تاريخها، وهي تجدُ نفسها أمام واقعٍ إقليمي يفرض تحدياتٍ مختلفةٍ عما عرفته منذ تأسيسها عام 1987؛ ما استدعى بلورة مواقف سياسية تحافظ فيها على مصالحها الإستراتيجية من جهة، وتحاول أن تتكيّف مع مخرجاتها من جهة أخرى. وقد أذكت هذه التحديات أنماطًا مختلفةً من السلوك أمام الحركة في ساحتين اثنتين:
1. الساحة الداخلية المتمثلة في التحديات التي تواجهها في إدارة قطاع غزة، في ظل الانقسام السائد على الساحة الفلسطينية، وحالة الحصار الإسرائيلي المحُكم التي باتت آثاره تزداد وضوحًا، إلى جانب التوتّر المتنامي مع إسرائيل، والمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
2. الساحة الخارجية المتمثلة بعلاقات الحركة مع دول الإقليم، وبخاصة مع مصر بعد أن تسبَّب الانقلاب العسكري فيها بقطيعة غير مسبوقة بين الطرفين، كما خسرت الحركة مساعدات مالية وعسكرية ودعم إعلامي كبير جرّاء موقفها المؤيد للحراك الثوري في سورية، ما أدى إلى إغلاق مكتب الحركة في دمشق وتراجع الحلف الذي ربطها مع إيران وحزب الله.
تتناول هذه الورقة الصعوبات التي تكتنف علاقات حماس الإقليمية مع دول رئيسة مثل سورية وإيران ومصر، فضلًا عن التحديات الداخلية التي تواجهها في إدارة قطاع غزة، والعلاقة مع حركة فتح، والمصالحة الفلسطينية، والهدنة مع إسرائيل، والمفاوضات، كما تتناول كيفية تجاوب حماس مع هذه التحديات؟