في 21 آذار / مارس 2011، وبعد انقضاء 40 يومًا على انطلاق ثورة الشباب في اليمن، أعلن الجنرال علي محسن صالح الأحمر (قائد المنطقة الشمالية الشرقية والفرقة الأولى مدرع)، واللواء محمد علي محسن الأحمر (قائد المنطقة الشرقية)، وعددٌ من قادة الوحدات العسكرية الأخرى عن دعمهم للثورة. وبات الجيش اليمنيّ منقسمًا إلى جيشين: "جيش أنصار الثورة" و "الجيش العائلي" بحسب توصيف قوى الثورة. أظهر هذا التطوّر الانقسامات الخفيّة والكامنة في بنية الجيش اليمنيّ للعلن، وأوصلها إلى نقطة اللاعودة. وشهدت العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنيّة الأخرى مواجهات مسلّحة محدودة بين هذين الجيشين، وأخرى بين المليشيات المدعومة منهما، لذلك تضمّنت الآلية التنفيذية لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربيّ (المبادرة الخليجية) بندًا خاصًّا بتوحيد الجيش وإعادة هيكلته وإنهاء انقسامه.
تهدف هذه الورقة إلى بيان ما جرى تنفيذه في مجال إعادة هيكلة الجيش في اليمن، ووصف سيْر عملية الهيكلة، والصعوبات التي اكتنفتها، والمهامّ التي لم تُنجز بعد، وتأثيرها في الوحدة الوطنية والاندماج الاجتماعي، وبناء الثقة بين الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وتقديم مقترحات يمكن أن تساعد فريق القوّات المسلّحة والأمن بمؤتمر الحوار الوطني في إعداد تصوّره بشأن استكمال إعادة هيكلة القوّات المسلّحة اليمنيّة.