العنوان هنا
تقدير موقف 17 أغسطس ، 2011

دوافع وآفاق حركة الاحتجاج في إسرائيل

الكلمات المفتاحية

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

شهدت إسرائيل منذ أواسط تموز/ يوليو 2011 حركة احتجاج اجتماعية غير مسبوقة ، لا من حيث حجمها أو استمراريتها، ولا من حيث نوعية القوى المشاركة فيها.

وابتدأت حركة الاحتجاج بنصب الخيام في أحد الميادين الرئيسة في تل أبيب احتجاجا على غلاء أسعار الشقق، سواء للشراء أو الاستئجار؛ وما لبثت أن انتشرت الخيام في ميادين المدن والبلدات الإسرائيلية الأخرى، ليصل عددها إلى 3383 خيمة[1].

وتوسع الاحتجاج من رفض غلاء الشقق إلى مواضيع عدة تعاني منها شرائح الطبقة الوسطى والشرائح الفقيرة في المجتمع الإسرائيلي.

وأحصت حركة الاحتجاج في شهرها الأول تنظيم تظاهرات عدة في المدن الإسرائيلية، شاركت فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين، الذين بلغ عددهم في أحد أيام الاحتجاج إلى نحو 300 ألف متظاهر.

وبخلاف حركات الاحتجاج الإسرائيلية السابقة؛ التي قامت بها الشرائح المسحوقة من اليهود الشرقيين على خلفية التمييز الإثني ضدهم، مثل تظاهرات "وادي الصليب" في حيفا في سنة 1959، وتظاهرات الفهود السود في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والتي اتسمت بمحدودية المشاركين فيها وباستخدام العنف سواء من قبل المتظاهرين أو الشرطة؛ فإن شرائح من الطبقة الوسطى الإسرائيلية هي التي بادرت وقامت بحركة الاحتجاج الراهنة، وما انفكت تقودها وتهيمن عليها رغم انخراط شرائح من الفئات الفقيرة فيها.

ومن الملاحظ أن مختلف وسائل الإعلام في إسرائيل، من راديو وتلفزيون وصحف ومواقع انترنت، أيدت حركة الاحتجاج ووضعتها طيلة أسابيعها الأولى على رأس جدول أعمالها، وهو ما ساهم في تعزيزها وتعاظم تأييد الرأي العام لها، حيث بلغت نسبة مؤيديها 87% من الإسرائيليين[2].


 

[1] أمير أورن، "الشرطة تستعد لإخلاء خيام الاحتجاج بالقوة"، هآرتس، 12 - 8 - 2011. ويستثنى من إجماع وسائل الإعلام في تأييدها المتحمس لحركة الاحتجاج وسائل إعلام كل من المستوطنين وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية ليبرمان، وحزب شاس. http://www.haaretz.co.il/hasite/objects
/pages/PrintArticle.jhtml?itemNo=1237896

[2] سيفي رخلفسكي، "الحمير تنبت أجنحة"، هآرتس، 8 - 8 - 2011.http://www.haaretz.co.il/hasite/objects
/pages/PrintArticle.jhtml?itemNo=1237475