ملخص
أدّت العقوبات الاقتصادية الغربية طويلة الأمد المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طوال عقود من النزاع النووي، إلى إعادة بناء صورة إيران الدولية بصفة عميقة، وتحويلها إلى قضية أمنية.
بيد أنّ صعود حكومة إصلاحية جديدة في طهران أذكى النقاش بين مختلف الأطراف السياسية بشأن إمكانية استئناف انخراط إيران الدبلوماسي مع القوى الغربية، فضلًا عن إمكانية التوصل إلى حلٍّ سلمي مستدام للنزاع النووي المستمرّ. تتناول هذه الورقة دوافع استمرار أمننة إيران، وإدامة وضعها المتفكّك داخل الاقتصاد العالمي في أعقاب تشكيل الإدارة الجديدة في طهران. وترى الورقة أنّ التكاليف السياسية المرتبطة بنزع صفة الأمننة عن إيران قد ازدادت بمرور الوقت. وتنظر المملكة العربية السعودية وإسرائيل، المنافسان الإقليميان الرئيسان لإيران، إلى البناء الأمني الحالي لإيران على أنه يخدم مصالحهما الاستراتيجية. في السياق نفسه، ترى الولايات المتحدة الأميركية أنّ الحفاظ على هذه الصفة الأمنية أداة تعيد تشكيل الهيكلية الأمنية في الشرق الأوسط، بما يتماشى مع أولوياتها الجيوستراتيجية.