العنوان هنا
مراجعات 08 أبريل ، 2021

نهاية مرحلة: كيف يقوّض الإحياء السلطوي للصين صعودها

حكمات العبد الرحمن

أستاذ في جامعة دمشق. متخصص في تاريخ الشرق الأقصى الحديث والمعاصر. حاصل على الدكتوراه في تاريخ الشرق الأقصى الحديث من جامعة باريس الثامنة. يهتم بدراسة تاريخ العلاقات العربية - الآسيوية بشكل عام والعلاقات العربية - الصينية وتطورها، وعلاقات الصين العالمية واستراتيجيتها الدولية بشكل خاص. له العديد من المؤلفات في هذه الموضوعات.

عنوان الكتاب: نهاية مرحلة: كيف يقوّض الإحياء السلطوي للصين صعودها.

عنوان الكتاب في لغتهEnd of an Era: How China's Authoritarian Revival is Undermining Its Rise

المؤلف: كارل مينزنر Carl Minzner

مكان النشر: نيويورك.

الناشر: Oxford University Press

تاريخ النشر: 2018.

عدد الصفحات: 296 صفحة.


مقدمة

أدى التسابق بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأميركية، على المرتبة الأولى في العالم في المجال الاقتصادي، إلى ظهور اختلاف في وجهات النظر بين المحللين الأميركيين بخصوص حقيقة تنامي قوة الصين وهيمنتها الاقتصادية ومستقبل النظام الدولي، وفيما إن كانت ستصبح القوة العظمى الأولى في العالم.

أدت التغيرات في خريطة العلاقات الدولية والنظام الدولي إلى ظهور مجال للدراسات يعمل على التنبؤ بمصير العلاقات الدولية ومستقبل النظام الدولي، وما يمكن أن تؤول إليه مصائر الدول. ففي العقد الأخير من القرن الماضي، بدأت الدراسات المستقبلية تهتم بالتنبؤ، بما يمكن أن يكون عليه النظام الدولي والقوى الفاعلة فيه، سياسيًا واقتصاديًا. فالدراسات المستقبلية لا تكتفي بتفسير الظواهر التاريخية أو الأحداث السياسية فقط، بل تعمل على طرح مجموعة متكاملة من الاحتمالات والمآلات والسيناريوهات المحتملة لمستقبل النظام الدولي، أو مآل العلاقة بين دولتين، والتداعيات والنتائج المحتملة لهذا السيناريو أو ذاك.

وكما هو حال الدراسات التي تعتمد على مجموعة من الركائز والشروط العلمية في تحليلها، فإن الدراسات المستقبلية تعتمد على ركيزتين أساسيتين: الأوضاع الداخلية التي تعيشها الدولة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والبنية الخارجية المتمثلة بمكوناتها الإقليمية (الإقليم القريب أو الإقليم الأبعد) والدولية. وليست الصين، بوصفها كيانًا سياسيًا يعيش حالة استثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، بمنأى عن مخبر الدراسات المستقبلية التي ركزت كثيرًا في تحليلاتها على ما يحدث في الصين، وما يمكن أن تشهده في المستقبل، من خلال طرح جملة من السيناريوهات التي طالت البيئة الداخلية للصين، وعلاقاتها الإقليمية والدولية، والتي شغلت مكانة مهمة في تلك الدراسات، ولا سيما الدراسات الأميركية.

بدأ التنبؤ بمستقبل الصين مع الجملة التي أطلقها نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte (1769-1821) عام 1816 واستعارها آلان بيرفيت Alain Peyrefitte لتكون عنوانًا لكتابه الذي صدر بعد ذلك بما يزيد على قرن ونصف القرن (1973). فقد توقع القائد الفرنسي في قسمها الأول (عندما تنهض الصين) أن تنهض الصين، وفي القسم الثاني، أن يكون لذلك النهوض نتائج خطِرة (يهتز لها العالم) على الصين وعلى العالم. وقد حققت الصين بالفعل تطورًا اقتصاديًا تاريخيًا انعكس على العالم، وأصبحت قبلة الدراسات التي تحلل مستقبل العالم وتطرح التوقعات.

يمثل كتاب نهاية مرحلة وثيقة مهمة جدًا للاطلاع على التطورات السياسية والاقتصادية والمجتمعية التي تعيشها الصين، ويطرح التغيرات التي تشهدها منذ بداية عصر الإصلاح، إضافة إلى توقّع سيناريوهات لمستقبلها.


* هذه المراجعة منشورة في العدد 47 (تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 220-227) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.